تأخرت نشرة الأخبار في القناة السعودية الأولى لنحو عشرين دقيقة منتصف ليل الاثنين، الأمر الذي كان يعني عادة بوجود نبأ مهم، وقد كان كذلك، ألا وهو قرار الحكومة السعودية الموافقة على طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور بعقد مؤتمر حوار وطني في الرياض، يهدف إلى الحفاظ على كيان يمني واحد. ولم يعد سرّاً أن الأزمة اليمنية وصلت إلى طريق مسدود بعد الانقلاب الحوثي على الرئيس اليمني الذي لم يجد بُدّاَ من الهروب إلى عدن، تلط العاصمة الوادعة في جنوب اليمن، وذلك بغية إعادة رص الصفوف، والبحث عن حل سياسي ينقذ البلاد التي قد تتحول إلى ستة أقاليم وربما أكثر. وقال هادي في رسالة إلى العاهل السعودي: "لعلكم تتابعون الظروف الدقيقة والحرجة التي يعيشها أشقائكم في اليمن جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية حيث أجبرنا الحوثيون على الخروج من صنعاء إلى جنوب اليمن (عدن) والتي تتمتع بظروف أفضل تمكننا من متابعة إدارة الدولة في هذا الوقت الصعب والحرج". وأضاف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية: "نناشد إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي باستمرار دورهم البناء وذلك بعقد مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض". وحسب طلب الرئيس اليمني فإن المؤتمر لا بد أن يهدف إلى "لمحافظة على أمن واستقرار اليمن وفي إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها، وعدم التعامل مع ما يسمى بالإعلان الدستوري ورفض شرعنته، وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة، وعودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية، والخروج باليمن من المأزق إلى بر الأمان بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها". وطلب هادي أن "تستأنف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وألا تصبح اليمن مقراً للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ومرتعاً لها". وقال الديوان الملكي السعودي: "استمراراً لمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، وانطلاقاً من أن أمن دول المجلس وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله -بنقل رغبة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى إخوانه قادة دول مجلس التعاون. وأعلنت السعودية أن دول المجلس رحبت بطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقد المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون بالرياض، وتم الاتفاق على أن تتولى أمانة المجلس وضع كافة الترتيبات اللازمة لذلك. ويشير هذا البيان السعودي إلى أن الرياض حسمت أمرها بعدم القبول بوجود كيان يمني جنوبي، كما كان الكثير من المحللين يتوقعون، ما يجعل من عدن عاصمة مؤقتة لحكم يمني قد يعود.