لم تمر تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون المسيئة للسعودية، مرور الكرام في بريطانيا حيث يواجه حملة واسعة من الانتقادات بسبب تعريضه لمصالح بريطانيا للخطر مع أحد أهم حلفائها وفق ما يؤكده منتقدوه.
صحيفة International business times اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست شنت فيه هجوما شرسا على وزير الخارجية البريطاني ومن يدعمه في تصريحاته الأخيرة على أساس ان ما قاله عن السعودية هو "صراحة مع صديق" لا أكثر ، مؤكدة ان الصراحة مع الاصدقاء لا تكون بهذه الطريقة وفي العلن.
هذا ويضيف التقرير بأن تصريحات بوريس جونسون الارتجالية كادت أن تضر بمصالح بريطانيا مع أحد اهم حلفائها في العالم، مشيرا إلا أنه وعوضا عن الصراحة كان على وزير الخارجية البريطاني العمل على توطيد علاقات الصداقة مع حليف بريطانيا الاستراتيجي.
و يشدد التقرير على ان أهمية السعودية بالنسبة لبريطانيا ليست قابلة للنقاش، ذلك ان البحرين حليفة السعودية وفرت لبريطانيا قاعدة بحرية بقيمة 30 مليون جنيه استرليني كما ان علاقة بريطانيا الاستراتيجية مع السعودية سمحت للمملكة المتحدة بتوقيع أكبر صفقة أسلحة في التاريخ، في الوقت الذي يمكن أن تضيف هذه العلاقة ارباحا بقيمة 83 جنيه استرليني للندن كصفقات اسلحة اخرى، بالاضافة الى ان بريطانيا تحصل على 600،000 برميل من النفط يوميا من حليفتها.
كما يذكر التقرير بوريس جونسون أن السعودية التي ينتقدها هي من انقذت بريطانيا من هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وفق ما اكده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عام 2010، وذلك بعد ان ساهمت الرياض في العثور على طائرة محملة بالمتفجرات في دبي، و واحدة أخرى في مطار ايست ميدلاندز وهو ما انقذ آلاف الارواح البريطانية.
وفي المقابل فإن خطوات الاصلاح التي تنتهجها السعودية نحو الاصلاح تحتاج إلى دعم من حليفتها بريطانيا لتحقيق هذا الهدف وكذلك الحال في جهود المملكة العربية السعودية لحماية أراضيها من هجمات الحوثيين في اليمن ومنع الانقسام في أرض الإسلام الذي يمكن أن يطلق العنان للقوى الارهابية المدمرة.
ويحذر التقرير وزير الخارجية البريطاني من أنه وإن نجح في تحقيق الانفصال عن الاتحاد الاوروبي "البريكست" فإن إنتقاده للسعودية قد يؤدي إلى إنفصال الرياض عن حليفتها التقليدية لندن وهو أمر ستكون تداعياته كارثية على أمن بريطانيا ومصالحها.