الشراكة الخليجية المصرية..حجر أساس الأمن الإقليمي رغم الخلافات
تعتبر الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر معقدة، لكنها في الآن ذاته أمر لا غنى عنها على المستويات الدبلوماسية والعسكرية، وكذلك السياسية في العالم المعاصر، بسبب العلاقة الترابطية بين الطرفين وكذلك لتأثيرها على الأمن الإقليمي للمنطقة.
"معهد دول الخليج العربي" في واشنطن أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست، أكد فيه العلاقة بين الدول الخليجية ومصر هي علاقة ترابط في الوقت الحال على الأقل ، لأن العلاقة تاريخية بين الطرفين، حيث دعمت دول مجلس التعاون الخليجي مصر إقتصاديا في ظل الصعوبات الإقتصادية التي تواجهها خصوصا بعد سقوط حكم الاخوان المسلمين وتولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، وحتى في ظل تحفظاتها على سياسة نظام السياسي الخارجية فإن تعتقد بأن مصر هي دولة أكبر وأهم من أن تفشل وتسقط .
وفي المقابل لا تزال القاهرة تحافظ على نظرتها وموقفها من دول مجلس التعاون الخليجي على أنها شريك إستراتيجي لا غنى عنه في تأمين الوضع الراهن في المنطقة ومكافحة التطرف الديني والسياسي.
وفي البحث عن الأسباب التي تجعل من علاقة القاهرة بجل العواصم الخليجية مترابطة يشير التقرير إلى أن الوزن الاقليمي لكل طرف ونقاط قوته هي ما تكمل الآخر، ذلك أن مصر تعد بؤرة للسكان العرب، كما تعتبر أكثر البلدان العربية غنا على المستوى البشري، وهي كذلك القوة الثقافية التقليدية في العالم العربي على المستويات الفكرية والشعبية على حد سواء.
أما الدول الخليجية، فهي دول غنية جدا بالمعادن والثروات المالية، ولها تأثيرات مهمة خاصة على المستويات الثقافية والدينية، وإذا كان البعض منها قوة تقليدية على غرار السعودية بسبب دورها الديني والجغرافي، فإن قوة بعضها الآخر هو نتاج لتطور النمو المرتبط بالثروات.
غير أن هذه النظرة التكاملية والعلاقة الترابطية، لا تحجب إختلافات بين الطرفين حول عدد من المنطلقات والمواقف خصوصا في مستوى علاقة الدين بالسياسة، حيث تميل مصر إلى موقف الإمارات العربية المتحدةالذي يرفض جميع أشكال الدين المسيسفي العالم الإسلامي.
إو يختم التقرير بالتأكيد على أنه و كخلاصة لما سبق، فإن العلاقة بين العواصم الخليجية والقاهرة تتيم بالتعقيد والحساسية مع قدر كبير من التعاون المعمم على عدد كبير من القضايا والمجالات. و طالما بقي الوضع في مصر مستقرا فإن الوضع من المرجح أن يستمر على ماهو عليه.
