قبل أن تقرأ المقال ضع عاطفتك جانباً واقرأ بقلبك، فلم يكتب هنا سوى الحقيقة، وإن قرأت بعض الخيال فهو حقيقة في عالم هذا الفتى.
يقول فان غوخ: "إذا سمعت صوتا بداخلك يقول: أنك لا تستطيع الرسم، فهذا يعني ارسم.. سيصمت ذلك الصوت بداخلك للأبد"، هذا ما كان عليه العابد نوّاف، بيد أن الأصوات التي قالت له لا ترسم في بداياته هي أصوات تتألم عندما تشاهده يعمل، ولا زالت تتألم.. فتأمل.
دعونا من تلك الأصوات التي تشبه المنشار، هي لن تصل وتحقق مبتغاه إلّا بعد أن تقطع كل ما في طريقها، ولنذهب مع الفيلسوف الصغير.
في عام 2009 تنبأ البلجيكي جيريتس مدرب
الهلال السابق وهو يشاهد العابد في الفريق الأولمبي بموهبة إلهية قادمة، وأمر بتصعيده للفريق الأول.
الآن وبعد مرور سبعة مواسم، ثبتت نبوءة المدرب وصعد العابد برفقة الهلال للسماء.
تجلّى المقاتل الصغير هذا العام، باختلاف الرايات التي يكون تحتها، فاللعب بشعار المنتخب لا يقل جمالية عن اللعب بشعار الزعيم، فلا يمكن لأي مدرب يعرف تماماً كيف تلعب كرة القدم ولا يبني خطة اكتساح الخصوم إلّا ويكون العابد الرقم 1.
عادةً تجد أشهر من لعبوا كرة القدم لهم برج عاجي من المهارة، حتى إذا ما ذُكرت تلك الميزة إلا وتجد أسمائهم ترفرف فوقها، معلنةً ملكيتهم لها، الأمر مختلفٌ هنا..
كان قِصره، قامةً لا يمكن تجاوزها ولا حجبها عندما كان القصر عند البعض سبب لترك اللعبة.
ناهيك عن المقلاع الأيسر الذي يمتلكه، فقدمه اليسرى تحفظ المرمى عن ظهر قدم.
نادراً ما ترى غريمك الرياضي وعدوّك في اللعبة إن صح التعبير يهتف باسمك! شاهدوا مباريات الهلال أو المنتخب عندما لا يلعب نواف، عندما ترون أن الفريق أصبح أحجية يصعب حلها، فيهمس المدرب لمساعده: دعه يستعد، لم يقل اسمه، لكنّ المساعد يعلم أنّه الضلع الناقص، ويدرك يقيناً أنّه بداية الانتصار، فيقوم العابد من كرسيه ويمتلئ الملعب فرحاً وبهجة، فأولى الخطوات نحو الفوز وجوده يركض أمام عينيك.
إن كنت تعتقد أنّه صانع ألعاب فهو حتماً صانعها وبائعها، وإن كنت تعتقد أنّه مهاجماً فشباك الخصوم تصادق على ما تقول.
نواف والخيل الأصيل اثنان احذر أن تكبح جماحهم، دعهم كما هم، سترى ما يسرك ويسوء الخصم، فقط أعطهم اشارة البدء واستمتع.
أخيراً..
قد لا تكون كرة القدم بالنسبة له سوى لوحة تم رسمها أو فلسفة تم تصويرها.