حمل وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري مسؤولية توترالعلاقات وتواصل الخلاف بين الرياض وبغداد إلى حكومة حيدر العبادي وإلى ما وصفها ب"ميليشيات" عراقية عملت دائما على تعكير صفو العلاقات السعودية العراقية.
وأكد وزير الخارجية والمالية العراقي السابق في حوار له مع صحيفة الراي الكويتية ان رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي فوت على نفسه وعلى العراق فرصة لا تقدر بثمن بعد ان تلكأ في الرد على دعوة الملك سلمان لزيارة المملكة ورفضه الذهاب إلى الرياض، رغم تأكيد خادم الحرمين الشريفين ان المملكة هي بلد العبادي الثاني وبانها على إستعداد لدعم العراق.
و إستغرب زيباري من موقف العبادي الذي أكد بأنه لم يفهمه ولم يجد له أي مبرر الى اليوم.
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية العراقي السابق ان العداء والجفاء الغير مفهموم والغير مبرر من طرف الحكومة العراقية تجاه اليد السعودية الممدودة للعراق تواصل، حتى بعد موافقة السعودية على فتح سفارة في بغداد واعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تم إفراغ مقر السفارة السعودية من كل الأثاث والادوات الصحية والكهربائية وحتى البراغي، مما دفع السفير السعودي للاقامة في نزل.
كما تواصلت الاستفزازات العراقية وفق زيباري، بعد قدوم السفير السعودي للعراق وتقديمه لاوراق اعتماده، حيث لم يجتمع به رئيس الوزراء العراقي إلا بعد مضي 3 أشهر من قدومه وبوساطة من وزير الخارجية نفسه، قبل ان تتم إثارة قضية نمر النمر، وتخرج المظاهرات في بغداد بشعارات عدائية ضد السعودية مع إطلاق تهديدات للسفارة.
وهو التعامل الذي يؤكد زيباري بانه غير مقبول و لا معقول في الأعراف الدبلوماسية.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية السابق بأنه كان من بين الأصوات الداعية الى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، وبأنه حاول دائما إقناع المسؤولين السعوديين بأنه يجب مساعدة بغداد و عدم ترك العراق وحيدا وإعادته لحضنه العربي حتى لا يكون فريسة سهلة لايران وتركيا اللتان تنتظران هذه الفرصة، وهو ما أبلغه للوفد السعودي الذي كان متكونا من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وكان حينها وليا للعهد، ووزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، في ماليزيا سنة 2003 .
غير ان جهود زيباري الدبلوماسية فشلت امام التصريحات العدائية التي تسلحت بها ما وصفها "بالمليشيات العراقية" تجاه السعودية، مستذكرا التصريحات المسيئة لبرلمانيين ومسؤولين عراقيين في اجتماع لجنة وزارية في الجامعة العربية لمتابعة اوضاع العراق، حين وصفوا السعوديين " براكبي جمال يريدون ان يعلمونا الديموقراطية."
وهي الحادثة التي حاول وزير الخارجية السابق تطويقها من خلال الاعتذار للوفد السعودي والتأكيد على ان هذه التصريحات لا تمثل العراق وبأن التصريحات التي تمثل حكومة بغداد هي تصريحات وزير خارجيته فقط.
هذا وختم زيباري تطرقه للعلاقات العراقية السعودية بالتأكيد على انها لم تستقر ولن تستقر وبانها تحتاج الى ارادة سياسية قوية من قبل الحكومة العراقية، خاصة بعد وجود علاقات ديبلوماسية وبعثة في البلدين وعلم سعودي في بغداد وبعثة في الرياض، مشيرا بان ما يمكنه قوله حاليا هو بان العلاقات بين البلدين ليست على ما يرام.