2015-10-10 

ارتفاع أصوات التطرف في انتخابات اسرائيل

روسيا اليوم

ترتفع أصوات الإرهاب والتطرف في أنتخابات الكنيست الإسرائيلية هذا العام بين أحزاب اليمين بينما تشهد الأنتخابات تواجد أول حزب عربي موحد من عرب 48. ومن المقرر أن تجرى انتخابات هذا العام في 17 من مارس الجاري وتتجه الأنظار والتوقعات بين رئيس وزراء اسرائيل الحالي زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهو و منافسه الأبرز زعيم حزب العمل اسحاق هيرتسوغ رئيس قائمة المعسكر الصهيوني وشريك تسيبي ليفني. نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود يرفض التخلي عن شبر واحد من أراضي الأحتلال ويعلن عدم الانسحاب من الضفة الغربية أو القدس الشرقية وعدم تقديم أي تنازلات للفلسطينيين حال فوزه برئاسة الوزراء لفترة ثالثة. بينما يطالبه معارضوه بحل سلمي مع الفلسطينين وتأسيس دولتين ،وشهدت تل ابيب الأسبوع الماضي مظاهرة أكثر من 40 ألف إسرائيلي طالبوا بالتغيير ودافعهم الأساسي التدهور الحاصل على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في عهده وانغلاق أفق الحل السياسي وبحسب مانشر مؤخرا فقد ارتفعت أسعار الشقق السكنية بنسبة 30 بالمئة خلال العامين الأخيرين. وليس صوت نتنياهو الصوت الوحيد المتطرف في اسرائيل فقد ظهر في مؤتمر انتخابي عقد في مدينة هرتسليا الإسرائيلية، هجوم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على فلسطينيي الداخل ودعا إلى قطع رؤوسهم وقال: "يجب رفع الفأس وقطع رأس كل من هم ضدنا، ومن دون ذلك لن نستطيع البقاء في إسرائيل.". وليس منتظر من الإسرائيلين صوت معتدل فمعظم رؤساء الأحزاب اليمينية لا يخفونها، فأعلن نفتالي بينيت رئيس قائمة البيت اليهودي نعت العرب بلصوص السيارات. وفي خضم هذه الأصوات المتطرفة ظهرت أخيرًا الأقلية العربية لتعلن مشاركتها في الإنتخابات بعد ان ظلت على هامش المشهد السياسي طوال الستين عاما الماضية وتأمل الآن ان تكتسب قوة تحتاجها بشدة في الانتخابات البرلمانية التي تجري الأسبوع القادم وتخوضها أربعة أحزاب عربية تحت راية واحدة لأول مرة. ويعتبر عدد كبير من عرب اسرائيل الذين يشكلون 20 في المئة من عدد السكان الذي يبلغ ثمانية ملايين نسمة هذا التوحد الجديد خطوة كبيرة على طريق محاربة التمييز وكسب الاعتراف. وعرب اسرائيل هم من بقوا في البلاد خلال حرب عام 1948 ويعيش أغلبيتهم في أم الفحم التي تقع قرب الحدود الشمالية للضفة الغربية والذين لم يفروا خلال الحرب أو أجبروا على الرحيل و يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. ومن المتوقع أن يشكل الحزب العربي في المركز الثالث في الانتخابات ويصبح له دور فاعل في تشكيل الائتلافات الحكومية التي تهيمن على السياسة الاسرائيلية. ولم تشارك أحزاب عربية قط في أي حكومة اسرائيلية ولم تسع للمشاركة. وهذا لن يتغير الان على الأرجح لكن القائمة العربية الموحدة يمكن ان تلعب دورا كبيرا بعد فرز الاصوات. وتحصل الاحزاب العربية عادة على نحو 11 مقعدا في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعدا. وتشير استطلاعات الرأي انهم كقائمة موحدة يمكن ان يحصلوا على 13 مقعدا بينما ترتفع توقعاتهم الداخلية الى 15 مقعدا وهو ما يضعهم بوضوح في المركز الثالث. وفي النظام الانتخابي البرلماني الاسرائيلي يختار الناخبون أحزابا لا أفرادا وزعيم الحزب الذي له أكبر عدد من الحلفاء السياسيين هو الذي يفوز عادة بتفويض رئاسي لتشكيل الحكومة. ولمح أيمن عودة رئيس القائمة العربية الموحدة الى أن القائمة قد تساند اسحق هرتسوج الذي يسير حزبه الاتحاد الصهيوني وهو يسار وسط كتفا بكتف مع حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي اليمني قبل الانتخابات. بعض شركاء عودة قد لا يوصون على الارجح بأي مرشح لرئاسة الوزراء لكن اذا حصل هرتزوج على المنصب يمكن ان تعطيه القائمة العربية الموحدة دعما ضروريا من الخارج. وحدث هذا من قبل حين أيد النواب العرب في البرلمان الاسرائيلي رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين الذي أبرم اتفاقا مع الفلسطينيين عام 1993. يذكر أن عرب اسرائيل شكلوا نسبة مشاركة 57 % في انتخابات عام 2013 . أي أقل من متوسط المشاركة العامة التي بلغت 68 في المئة. ويشكل عرب اسرائيل 15 في المئة ممن يحق لهم التصويت وهو ما يعني ان امكاناتهم الانتخابية يمكن ان تضمن لهم 18 مقعدا. لكن البعض يصوت لاحزاب غير عربية. وفي تغير سياسي محتمل -وهو ما بدأت استطلاعات الرأي تتوقعه الان- وانتهت الانتخابات بالتعادل بين هرتزوج ونتنياهو وشكلا معا "ائتلافا كبيرا" ستمتنع قائمة عودة عن تأييد الحكومة لتصبح المعارضة الرسمية في البلاد وهي سابقة بالنسبة لحزب عربي في تاريخ اسرائيل.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه