2015-10-10 

انتخابات الكنيست تخفي وجه اسرائيل القبيح

من القاهرة، حسين وهبه

يتوجه الإسرائيليون غدًا الثلاثاء لصناديق الاقتراع على انتخابات الكنيست في وقت ترتفع فيه الأصوات والحملات المنادية بمقاطعة التصويت لفضح وجهه اسرائيل القبيح امام المجتمع الدولي . وأكد قادة الحركات المقاطعة أنّ المؤسسة الإسرائيلية تستغل وجود نواب عرب في الكنيست لتجمل وجهها القبيح أمام المجتمع الدولي، وأنّه على مدار 19 دورة للكنيست لم يحصل العرب على أي حق ولم يرفع عنهم أي ظلم. واتهم المقاطعون للانتخابات الكنيست بالعنصرية و الحفاظ على حقوق المجتمع الإسرائيلي وشرعنة ما يعانيه الفلسطنيين من ظلم تاريخي واضطهاد ديني وتمييز قومي، مؤكدين أنّ المشاركة في الانتخابات يعطي شرعية لاحتلال الاسرائيلي . ورغم صعوبة التنبؤ بنتائج حملة المقاطعة إلا أن استطلاع تبنته القناة العاشرة الاسرائيلية اظهر انخفاض نسبة التصويت من 65% لـ %60 في اسبوع. وأكد الخبراء أنّ أشهر الداعيين لممقاطعة انتخابات الكنيست، الفلسطينيين العرب داخل اسرائيل لاسيما حركتي كفاح وأبناء البلد. واتسعت مساحة المقاطعة لتشمل حركة "ناطوري كارتا" اليهودية المناهضة للصهيونية، التي تعتبر الانتخابات "محظورة دينيا" فضلًا عن الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية داخل إسرائيل حيث لايرى فائدة من المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية. "المقاطعة هي الموقف" شعار تلتزم به حركة "كفاح" العربية، التي تأسست نهاية العام 2014، للتعبير عن موقفها من انتخابات الكنيست الإسرائيلي. وأكد نائب الأمين العام لكفاح أيمن حاج يحيى لوكالة الأناضول أنّ "الحركة ترفض الانتخابات وتدعو إلى مقاطعتها، قائلُا : أثبتت التجارب أنه لا جدوى من الوجود في الكنيست، فضلا عن المشاركة في انتخابات الكنيست يعطي شرعية للمؤسسات الاسرائيلية، ومن الطبيعي مقاطعة كل ما يخص الاحتلال الإسرائيلي". وأشار إلى المحاولات الحثيثة لإنقاذ إسرائيل من أزمة القيادة التي تعيشها، ولا نرى أنفسنا جزءا من هذا الجهد الهادف إلى إنقاذ إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ الآلاف من المواطنين العرب يؤيدون حركة كفاح، التي تضم حركات محلية ومستقلين". تتفق حركة "أبناء البلد"، التي تأسست عام 1972، مع حركة "كفاح " حيث ترفع شعار"قاطع انتخابات الكنيست الصهيوني لأن صوتك برا (خارج) الصندوق". وأكد عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البلد، رجا اغبارية أنّ "الكنيست تزوير إرادة الشعب، ونحن مع الموقف الوطني الفلسطيني المجرب علمياً وتاريخا وحاضراً ومستقبلاً وبرنامجا". وأضاف "سنقاطع الانتخابات، وسنمنع رفع نسبة التصويت رغم كل معسكر الأسرلة السياسية المدعومة مالياً من العالم الاستعماري والرجعي". وبدورها لا تعارض حركة "ناطوري كارتا" اليهودية و المناهضة للصهيونية المشاركة في الانتخابات فحسب، وإنما تعتبر المشاركة فيها "مخالفة للشريعة اليهودية". وحذرت الحركة على موقعها الإلكتروني من المشاركة في تلك الانتخابات منوهة أنه "يحظر على أي يهودي المشاركة في انتخابات كنيست الزنادقة". وتعد حركة "ناطوري كارتا" الناشطة في فعاليات مناهضة لإسرائيل في أرجاء العالم، "منظمة لليهود الأرثوذكس المحافظين، تأسست عام 1935، وهي معادية للصهيونية، وتنادي بضرورة إزالة ما يُعرف بدولة إسرائيل، وليس ثمة تقدير لعدد مؤيدي "ناطوري كارتا" والمعروفة باللغة الآرامية بـ "حرّاس المدينة"، في إسرائيل، إلا أن الحركة اليهودية تقول إن "أنصارها يتمركزون في مدن القدس ولندن ونيويورك، وتقدّر أعدادهم بالآلاف". وتعترف "ناطوري كارتا" و"تدافع عن حقوق الفلسطينيين المشروعة وتحترم الإسلام والعرب"، بحسب ما تعرف به نفسها. ووخلال حرب الجيش الإسرائيلي، التي بدأها في السابع من يوليو الماضي، ودامت 51 يوما، نظم نشطاء في الحركة اليهودية مظاهرات مناهضة لإسرائيل. وفي ذات السياق يؤكد الشيخ رائد صلاح قائد الجناح الشمالي للحركة الإسلامية (انفصل عن الحركة عام 1996) أنّ الكنيست مؤسسة ذات نزعة صهيونية تعمل على الحفاظ على حقوق المجتمع الإسرائيلي وشرعنة ما نعانيه من ظلم تاريخي واضطهاد ديني وتمييز قومي". وأوضح قائد الجناح الشمالي أحد أكبر الحركات في أوساط الفلسطينيين العرب داخل إسرائيل، أنّ المؤسسة الإسرائيلية تستغل وجود نواب عرب في الكنيست لتجمل وجهها القبيح أمام المجتمع الدولي، لافتًا إلى أنه على مدار 19 دورة للكنيست، لم تكن نتيجة جهود أعضاء الكنيست العرب إلا صفر، فلم يحصلوا على أي حق، ولم يٌرفع عنهم أي ظلم". وقال الشيخ صلاح لوكالة الأناضول: "الكنيست من مؤسسات المشروع الصهيوني، تجربتنا معه طويلة جدا، لذا فإننا لسنا مع الكنيست ولا مع انتخابات الكنيست". ومن المقرر أنّ تشارك 26 قائمة يهودية وعربية في انتخاب أعضاء الكنيست (البرلمان) العشرين، غدا الثلاثاء، إلا أن 11 منها فقط ترجح استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي أن تجد طريقها إلى قاعة البرلمان. ويقول مؤيدو المشاركة في انتخابات الكنيست من العرب إن مشاركتهم تهدف إلى فرض أجندة للعرب الفلسطينيين داخل الكنيست، وتعزيز العلاقات بين الأحزاب العربية داخل وخارج الكنيست، وفضح وجه إسرائيل "القبيح" وسياساتها "العنصرية" أمام العالم. ويقول قادة أحزاب عربية مشاركة في الانتخابات إن نسبة مشاركة العرب في انتخابات السنوات الماضية بلغت 50%، وإنهم يأملون، مع توحد هذه الأحزاب في قائمة واحدة، أن ترتفع نسبة المشاركة إلى 70%. ويعيش حوالي مليون و600 ألف من الفلسطينيين العرب في إسرائيل، ويشكلون ما يزيد عن 20% من عدد سكان إسرائيل ،البالغ نحو 8 ملايين نسمة. وحتى الدورة الأخيرة للكنيست كان عدد ممثلي الأحزاب العربية 11 من أصل 120 نائبا، غير أن استطلاعات الرأي العام تتوقع ارتفاع عددهم إلى 13، فيما يأمل قادة القائمة العربية في حصد 15 مقعدا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه