فيما مضى كانت الدول تخشى من تحركاتها المعادية ضد بعضها البعض وتستعين في تنفيذ توجهاتها بأجهزة الاستخبارات التابعة لها في سرية تامة ونفي رسمي لأي اتهامات يتم توجيهها لها .
وتوسعت هذه المفاهيم للعداء الغير معلن حتى بات تنفيذ اجندات الحروب الباردة بشكل علني ويتم التصريح به من اعلى سلطة في تلك الدول .
اصبحت ايران وحلفاؤها من العرب في المنطقة يظهرون علنا تأييدهم وتضامنهم المشترك دون مواربة ضاربين بعرض الحائط ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وميثاق جامعة الدول العربية ومبدأ العروبة والقومية والتضامن الاسلامي المشترك .
هذا العداء المعلن والمنافسة في إظهاره اعلاميا يتوافق مع مبدأ الرئاسة الأمريكية الجديدة فمن اكثر التعليقات حقيقة على فوز ترامب هو انه يتعامل معك بسياسة عداء شفافة بعيدا عن دبلوماسية المجاملة المتوارثة .
فوز ترامب يدعم هذا التوجه في تعزيز العداء المعلن بين الدول وتحديد المواقف بوضوح وسنبدا معايشته رسميا بدعم الدولة العظمى في مطلع العام 2017 وما يليه من سنوات فسياسة بوش الابن ان لم تكن معنا فأنت ضدنا تحققت في تحديد اي الطريقين تسلك وفي اي صف تقف ومع من بعلانية ودون وجل .
الوقوف في المنطقة الرمادية او الحياد المتوهم لم يعد خيارا في علاقات الدول فتحديد موقفك بجلاء سيتبعه معونات ودعم مستمر من الطرف الذي تبعته وستتأثر كلما ابتعدت ، وهذا الموقف سيكون لزاما لتلك الدول التي تعاني اقصاديا وليس لها ما تتكيء عليه في مواجهة الداعمين بسخاء .
العالم اصبح يتحرك في اتجاهين ولكل اتجاه قياداته من الدول الكبرى وداعميه من الدول الغنية فلن تستطيع ان تجد اي دولة مسارا ثالثا مختلفا مهما حاولت.