أعلن علي يوسفي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني عن عودة الإمبراطورية الإيرانية وقال إن "إيران باتت إمبراطورية وعاصمتها التاريخية والثقافية حاليا بغداد". المراقبون يرون أن كلام يوسفي هذا يحمل عدة رسائل إلى الداخل الإيراني وإلى الخارج وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية. وهمزة الوصل بين الداخل والخارج هي الملف النووي الإيراني. ويرى المراقبون أن هذا الكلام قد يحمل في طياته مقدمة لتقديم التنازلات في المفاوضات المتعلقة بهذا الملف. وفي هذا المجال يؤكد علي الأمين رئيس تحرير مجلة "جنوبية" الالكترونية اللبنانية أن كلام يوسفي الموجه إلى الإيرانيين يحاول تقديم أو تبرير التنازلات التي قد تقدم عليها طهران في المجال النووي بالقول إن "إيران باتت إمبراطورية". وكلام علي يوسفي مستشار الرئيس الإيراني موجه أيضا للخارج فقد تحدث عن النفوذ القومي الإيراني في المنطقة وقال إن "كل دول منطقة الشرق الأوسط باتت إيرانية، وأن طهران ستقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية" على حد قوله. فهل لإيران القدرة على التحكم بمجريات الأمور بعد أن أثبتت انه لا بد من التعامل معها إن كان في سوريا أو العراق أو لبنان. هذا السؤال طرحناه على علي الأمين مجددا. يبقى أن نشير إلى أن علي يوسفي تحدث عن دفاع إيران عن شعوب منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أنها تشكل جزءا من إيران. وهذا الكلام على المدى القريب يعني زيادة التوتر الإقليمي في المنطقة مع تركيا خلال حديثه عن العثمانيين الجدد ومع السعودية من خلال حديثه عن وقوف إيران بوجه الوهابية. فهل يهدف للقول للدول الغربية إن إيران قادرة على الاستمرار في التوتير وإضعاف حلفائها في المنطقة وذلك لتحصين الموقف الإيراني في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني؟