تواصل القوات العراقية ومليشيات شيعية تقدمها بمدينة تكريت، وسط تراجع من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر على المدينة منذ يوليو الماضي، ويقول عسكريون أن التنظيم يعمد إلى تفخيخ المناطق التي ينسحب منها. ودخلت القوات العراقية الاربعاء مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد عشرة أيام من بدئها هجوما هو الأكبر ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي شن بدوره اليوم هجمات مكثفة في الرمادي مركز محافظة الأنبار، في محاولة منه لفتح جبهة جديدة. وأفاد مصدر أمني لشبكة بي بي سي في قيادة عمليات سامراء في محافظة صلاح الدين وسط العراق بأن "القوات الامنية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر سيطروا ليلة امس الاربعاء على الحي الصناعي و حي القادسية وساحة الاحتفالات وقيادة شرطة صلاح الدين الواقعة في الجانب الشمالي لمدينة تكريت." ومضى المصدر للقول "كما سيطروا على مستشفى تكريت التعليمي والعوجة الجديدة في الجانب الجنوبي الشرقي للمدينة وحيي الديوم والهياكل في الجانب الغربي لتكريت." وقال "ولا تزال المعارك مع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية مستمرة في حي الزهور غربا وقرب ساحة الاحتفالات شمالا وعند مشارف القصور الرئاسية جنوب شرق تكريت التي يتعرض وسطها والقصور الرئاسية الى الجنوب الشرقي منها لقصف مدفعي وجوي من قبل القوات الامنية العراقية والطيران الحربي العراقي." وقال ضابط برتبة لواء لوكالة فرانس برس "نحن الآن نقوم بمهام قتالية لتطهير حي القادسية"، احد أكبر أحياء المدينة الواقعة على ضفاف نهر دجلة. وأضاف "تمكنا من استعادة السيطرة على مستشفى تكريت العسكري القريب من مركز المدينة، لكننا نخوض معارك في غاية الدقة لاننا لا نواجه مقاتلين على الارض بل عمليات قنص وأرض ملغومة (...) فتحركنا بطيء". وفي سياق ذي صلة، قام مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية بتفجير جسر الفتحة الواقع على نهر دجلة والذي يربط بين بيجي و كركوك والواقع على بعد 18 كيلومترا شمال شرق كركوك و31 كيلومترا شمال شرق تكريت وذلك لمنع تقدم القوات الامنية نحو قضاء الحويجة الذي اصبح ملجأ للفارين من مسلحي التنظيم. يذكر أن جسر الفتحة تمر عبره أنابيب النفط التي تغذي مصافي بيجي وخط أنابيب النفط العراقي التركي. ويلجأ التنظيم إلى اسلوب تفخيخ الطرق والمنازل ونصب الكمائن بالالغام، إضافة الى اعمال القنص والهجومات الانتحارية، لاعاقة تقدم القوات التي تحاول استعادة مناطق يسيطر عليها. وبدأ نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وعناصر فصائل شيعية وابناء عشائر سنية، عملية لاستعادة تكريت ومحيطها في الثاني من آمارس. والهجوم هو الاكبر ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ سيطرته على مناطق في شمال البلاد وغربها في يونيو. وتقدمت القوات من ثلاثة محاور هي محافظة ديالى (شرق) ومدينة سامراء (جنوب) وقاعدة سبايكر العسكرية وجامعة تكريت (شمال). وسيطرت هذه القوات تباعا على مناطق محيطة بتكريت ابرزها قضاء الدور (جنوب) الاحد، وناحية العلم (شمال) الثلاثاء. ولم يشارك طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العملية، في مقابل دور ايراني بارز من خلال تواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني في صلاح الدين، بحسب صور نشرتها وسائل اعلام ايرانية. وتحظى تكريت (160 كلم شمال بغداد)، باهمية رمزية وميدانية. فهي مسقط الرئيس الاسبق صدام حسين وتقع على الطريق بين بغداد والموصل، كبرى مدن الشمال واولى المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في حزيران. ويسيطر التنظيم الذي كان يعرف باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" قبل اعلانه اقامة "الخلافة الاسلامية" نهاية يونيو، على مناطق في محافظة الانبار (غرب) منذ مطلع العام 2014. وابرز هذه المناطق مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، واحياء من الرمادي، مركز المحافظة.