أسرار "حرية الحائر" وحقيقة الإنسانية السعودية
نجح مبارك الدعيلج و عبد الله الصايل من خلال رواية " حرية الحائر" في تعرية وكشف سجن جديد ..سجن المجتمع ، الذي لا تقل قوانينه وطأة عن "سجن الحائر" المدني الذي عاش فيه مهندس سعودي قصة درامية تكشفت تفاصيلها أكثر بمغادرته وخروجه من سجن ليدخل آخر.
مبارك الدعيلج ناشر هذه الرواية الصادمة يروي تفاصيل وأسرار قصة المهندس السعودي في هذا الحوار.
تعايشت بالرياض ثم اخذت حريتك في الحائر فإلى اين تسير بركب روايتك؟
انا والأستاذ عبدالله صايل من باب مسؤوليتنا الاجتماعية بإطلاق سلسلة من الكتب يكون ريعها للبطل الحقيقي ، وهي لن تكون رواية بالمعنى الحقيقي للرواية بقدر ما هي نقل للواقع بدون رتوش، وكان للناشر الدور الكبير في نجاح هذه الفكرة حيث تنازل مشكورا عن جزء من نسبته لصالح البطل ، وقد لنا تسهيلات كبيرة كان اثرها إيجابيا علينا كفريق عملمتعايش في الرياض كانت عن مريض ايدز يعيش بالرياض وحرية الحائر هل تعالج موضوع سجن مواطن سعودي؟حرية الحائر لا تتحدث عن السجين وهو في إصلاحية الحائر بقدر ما تتحدث عن الفترة ما بعد خروجه من السجن وكيف جعل المجتمع إصلاحية الحائر متلازمة له لا تفارقه، حتى اضطر للهروب من مدينته التي يقطن بها لمدينة أخرى بحثا عن حريته من الحائر.
هل القصة حقيقية ولم تتدخل فيها خيالات الكاتب ؟
القصة واقعية جدا، فبطل الرواية طلب التقاعد المبكر قبل عامين وهو يعمل كمدير للشؤون الهندسية بإحدى الشركات الكبرى بالمنطقة الشرقية، اخوته احدهم استشاري كبير في احد التخصصات الطبية وشقيقه الاخر اكاديمي شهير ولكن الاختلافات التي أضيفت للرواية وهي ان البطل وضع من بلدة ( القرينة ) الواقعة بمحافظة حريملاء بينما هو مثلا من منطقة أخرى مختلفة ، للبطل مثلا شقيق يعمل في احدى القطاعات لم نتطرق له ووضعنا مكانه ان له شقيقة بدلا من هذا الشقيق ..وهكذا هي التعديلات الطفيفة في العملمتى شعرت انك قارئ للرواية ولست كاتبا لها ؟عندما بكت ابنة البطل (نهى ) بعد ان انفرط عقد زواجها بسبب ان اسرة العريس (الطبيب انس) اكتشفت ان والد العروس سجين سابق ، وهي تحتضن والدها السجين (فهد) وهو تقول : انت ابي وصديقي وزوجي وابني وكل حياتي ..ربما اني تأثرت بهذه الحادثة لأن البطل رواها لي وهو يبكي ...لا اعلم حقيقة ولكن كلما مررت بهذه الحادثة في الرواية احسست بشيء من الغصة.
كيف تم اختياركم لموضوع السجين؟
بعد نجاح متعايش في الرياض بدأنا انا والأستاذ عبدالله صايل بالاتفاق مع الناشر بالبحث عن حالة إنسانية أخرى ووقع اختيارنا على ثلاث حالات لنبدأ العمل عليها ، عادة نحن نحاول ان نحصل على الحالة عبر جهة موثوقة تكون معنية بتلك الحالة،، وللأسف الشديد جهتين من الثلاث سببت لنا عوائق حتى ان احد مسؤولي احد الجهات قال لي بالحرف الواحد: أخاف انكم تبون تترززون على حسابهم مثل ما يسوي رجل الاعمال فلان ، هذا الامر جعلي اعيد حساباتي كثيرا واتسأل كيف شخص بهذه العقلية يتولى مسؤولية العناية بإحدى الفئات التي تعاني بمجتمعنا، ومن هنا كانت اسهل الطرق الوصول للسجين ..خاصة اننا وجهة لنا دعوة بعد متعايش في الرياض من قبل قطاع التعليم بإصلاحية الحائر لحضور حفل ختام الأنشطة من قبل مسؤول قطاع التعليم تلك الفترة الرائد مبروك الهمامي والذي كان عاملا محفزا لنا لإبراز الجوانب الإنسانية الكبيرة في تلك الإصلاحية ... فقد حضرت حفلهم ذلك وكنت مرتبكا وخائفا وانا متجه للمكان وحقيقة ذهلت مما شاهدت من أنشطة وبرامج في ذلك الحفل ورأيت شيء من الالفة الكبيرة بين نزلاء الإصلاحية والعاملين بها اثار اعجابي وجعلني ارفع القبعة احتراما للعاملين بها.
تجربة الكتابة المزدوجة بينك وبين عبدالله صايل كيف تتم ؟
عادة يكون هناك اجتماعات عمل بيني وبين الأستاذ عبدالله صايل حيث نلتقي بالحالة ونجلس معه اكثر من جلسة ونزوره في منزله ونحاول ان نتعرف على الكثير من حياته ولحظات (فرحه، غضبه، حزنه...الخ) بدون ان يشعر ونخلق بيننا وبينه صداقة والفة وبعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية في الكتابة وهي نجتمع انا والأستاذ عبدالله ونكتب (عظم الرواية) ونبدأ في تقسيمها حيث تكون الفقرات ذات البعد النفسي لدى الأستاذ عبدالله والفقرات ذات البعد الاجتماعي لدي وفي المرحلة الثالثة نجتمع بالحالة ونعيد قرأة العمل برفقته ونناقشها ونعدل عليها.
هل هناك نية لكي تتوسع دائرة هذا المشروع؟
من خلالكم أوجه الدعوة لكل مؤلف يرغب في تقديم عمل يكون ريعه لبطله بالانضمام فالناشر يرحب بمثل هذه الأفكار ويدعمها وكان هناك مشروع سيخرج للنور للكاتب تركي الدويش وهو حول احد نجوم الألعاب الرياضية ولكن فضل الكاتب ان يتريث قليلا في الموضوع ...واتمنى من جميع الكتاب ممن لديهم القدرة على الكتابة والابداع ان يساهموا معنا لأجل ان نستمر في إرساء فكرة المسؤولية الاجتماعية للمؤلف من خلال كتابه.
ما مشاريعكم القادمة ؟
الحديث عنها مبكرا ولكن بحول الله في معرض الكتاب عام 2019م سيكون هناك شخصية جديدة عن موضوع مؤثر بدأنا العمل عليه حاليا من خلال التعرف على طبيعة الحالة والقراءة عن ماكتب عن هذه الحالة سواء في الدراسات الاجتماعية او كتب الادب ،وتم اختيار الحالة وستكون بحول الله فكرة جديدة.
هل البطل هذه المرة سيكون رجل ام انثى؟
انا مؤمن انا احاسيس الانثى اصدق من ينقلها 100% هي الانثى ولذا لو كانت الحالة القادمة اثنى ثق ان سينظم لفريق (صايل _مبارك) عنصر نسائي ، وربما يحدث في عملنا القادم.
لماذا الكتابة باللهجة المحلية ولماذا الرياض تحديدا؟
اللهجة المحلية نحن مسؤولين عنها فكما جعلني اخوتنا في مصر اتعرف من خلال الاعلام ان اعرف عبارة ( ازيك) واخوتنا في الامارات عبارة (تريونا) او الاخوة في لبنان في عبارة.
