تأسس تنظيم الأخوان المسلمين في مصر قبل نحو مائة عام وقاده منذ ذلك الوقت وعلى مدى فترات طويلة رجال متقدمون في السن. الشباب يسعى الآن إلى إحداث تجديد شبابي في قيادة التنظيم، غير أنه يصطدم بعدد من المعوقات. بدأ الصراع يظهر منذ ثورة 25يناير والتي أشعل فتيلها الشباب حدث تخاذل من قيادات الإخوان ثم تتالت مواقف قيادات الإخوان التي رفضها الشباب. زاد غضب شباب الأخوان المسلمين بعدما فقد قياداته التي ألقي بها في السجن أو انتقلت للعيش في المنفى أو تفرقت. ويصعب السيطرة على هؤلاء الشباب. فالاختلافات بين الأجيال في التنظيم أصبحت أكثر عمقا، وازدادت معها المخاوف من تصاعد أعداد الشباب المتطرف الداعي للعنف. وفي تحقيق لدويتش فيليه مع بعض شباب الإخوان والتي نعرض لكم آرائهم يقول حمزة سراوي، البالغ من العمر 24 عاما وهو أحد العاملين السابقين مع الرئيس المخلوع محمد مرسي "يقال بصورة عامة إن الأجيال الكبيرة في التنظيم تحاول تجنب المخاطر والثورة وعدم الاستقرار، وذلك على عكس ما يطالب به العديد من الأجيال الشابة. وللشباب في التنظيم اليوم موقف انتقادي في هذا الشأن. فالشباب أصبحوا منعزلين بسبب القيادة التي آثرت عزل مجموعة أثناء حكمها، بدلا من العمل سوية مع غير الإسلاميين. واختارت القيادة المواجهة المباشرة ولم تعمل على تقديم إصلاحات للمؤسسات الحكومية، مثل مؤسسة الشرطة التي كانت تعد أحد رموز القمع". ويضيف سراوي بدلا من البحث عن حلول جوهرية لجأوا إلى حلول جزئية وتقول هند التي تبلغ من العمر 20 عاما وهي عضو في تنظيم الأخوان المسلمين وطلبت عدم ذكر اسمها بسبب الملاحقات الحكومية لتنظيمها. وتوضح هند أن "أغلب الحركات الثورية ظهرت في الشارع ،وأن الشباب لعب دورا مهما فيها، وهذه هي حرب الشباب"، كما تضيف.الكثير من شباب التنظيم يتهم قيادته بتضييع فرصة الاحتفاظ بالحكم، فكانت نتائجها إجراءات القمع الدموي ضد أعضاء التنظيم. وبسبب ذلك قتل وسجن الآلاف، ناهيك عن الأحكام الجماعية اليومية ضد أعضاء التنظيم. وأشار مقرب من أحد قيادات الأخوان القابعين حاليا في السجن في حديث خاص أنه "منذ عزل توسعت الفجوة بين الأجيال الشابة والأجيال المتقدمة في السن داخل التنظيم، ويجب الاعتراف بالخطأ يوما ما. ويقول أحد الشباب بدأ الحوار مع الأجيال الشابة وبدأت محاولات فهم أفكارها بعدما غرقت السفينة، وبعد أن تم عزل مرسي وقبعت الجماعة في السجون". أما الوجوه القيادية في التنظيم التي تعيش خارج مصر فاعترفت ضمنيا بوجود خلافات بين الأجيال داخل التنظيم لكنها وصفته بخلاف الطبيعي. ووصف عبد الله الحداد من المكتب الصحفي لتنظيم الإخوان في لندن هذه الخلافات بأنها " فجوات تقع بين الأجيال في جميع المجتمعات". وأضاف الحداد: "الجيل الأكبر عمرا في تنظيم الإخوان هو أكثر حذرا ويعارض استخدام العنف كإستراتيجية، لكن الجميع يعمل في إطار نفس الإيديولوجية". وكانت قيادات التنظيم في المنفى قد أكدت مرارا بأنها ضد العنف كما نددت بالعمليات الإرهابية. لكن أفرادا منها اعترفوا أيضا بوجود بعض المتعاطفين والمساندين الذين يتصرفون دون سيطرة.