على مدى سبع سنوات شهدت الكنائس المصرية 33 هجوما ارهابيا آخروها تفجيران استهدفا كنيستين في طنطا والاسكندرية .
وعلى إثر هذا الحدث الدامي الذي خلف عشرات الشهداء والمصابين اعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي اعلان حالة الطوارئ في الدولة المصرية لمدة 3 شهور .
ورغم ما يذهب اليه بعض خبراء الامن والعسكريين من أن حالة الطوارئ القصيرة المدى لن تسمح بتقزيم العمليات الإرهابية التي خرجت من نطاق سيناء وتغلغلت اكثر داخل المدن اكتظاظا بالسكّان ، إلا ان اعلان حالة الطوارئ سوف يتيح حرية الحركة و التفتيش والسجن للمتورطين بالجرائم الإرهابية حتى بعدما اعلن تنظيم الدولة الإرهابية داعش مسؤوليته عن تفجير كنيستي طنطا و الاسكندرية . ومن ثم فان اعلان الطوارئ في تلك الظروف والعمل به اصبح ضرورة ملحة .
وفي اثر سرعة ردة الفعل الرسمية من دول العالم و الخليج العربي على وجه الخصوص لإدانة ما حدث و ابداء تأييدها الكامل لما سوف تتخذه مصر من اجراءات لحماية أمنها واستتبابه ،فإن الهاجس الذي يلف الذهنية الشعبية العربية لماذا اقباط مصر دون سواهم اكثر استهدافا في ارواحهم وكنائسهم ، وهم يمثلون 10% من حوالي 90 مليون مصري غالبيتهم من الارثدوكس ويتوزعون على مختلف الشرائح الاجتماعية ، ثم ماهي دوافع اذكاء الفتنة الدينية بين المسلمين والمسيحين، وما هو مستوى الوعي المجتمعي لوأدها في ظل الدعوات المؤججة للتناحر مصدرها خطابات دينية غير متزنة ومحصّلات فكرية غير سوية تتوزاى مع مساعي قوى كبرى غير مكشوفة وصريحة لتقويض الدول النامية في الشرق الاوسط.
إن ما يحدث في مصر لا يختلف عما يدور في العالم من حوادث ارهابية دامية تستهدف الامن المجتمعي وغض مضجع الشعوب لتبقى في دوامة التناحر و الثأر والاستنزاف لمقدراتها ، وعليه فإن مثل تلك الدول المستهدفة سيما في محيطنا العربي ذات التنوع الطائفي والمذهبي مطالبة اكثر من غيرها على ادارة التنوع في مجتمعاتها، وتحصين شعوبها من مؤثرات التنافر، وتشجيع التعددية تحت مظلة القانون ،ذلك أن الدولة كسيادة ونظام وحدها ملزمة بإدارة التنوع وتحويله من نار تأكلها إلى وقود يدفع بمحركاتها إلى الامام ، اما الدولة التي تفشل في ادارة التنوع والاختلاف فهي أما دولة فاشلة، أو في طريقها للفشل، أو لا تستحق أن تسمى دولة من الاساس، وهذا لن يتأتى بالقوة إنما سيحتاج إلى ثقافة مضادة لهيمنة الفكر الواحد، والرأي الواحد، و المذهب الواحد، تنبع من داخل المجتمعات اولا و الذهنية الشعبية .