2017-04-19 

رغبة سعودية "حذرة" في تطبيع العلاقات مع العراق

من واشنطن خالد الطارف

اتفق دبلوماسيون سعوديون وعراقيون في اجتماع عقد في الرياض في 12 اذار / مارس على وقف تبادل التصريحات العدوانية واقامة مجلس تنسيق لمناقشة القضايا العالقة وتعزيز العلاقات الثنائية في مؤشر على رغبة جدية من البلدين لتحسين العلاقات رغم التحديات الكبيرة التي تعترض هذه الرغبة. 

 


صحيفة  المونيتور الأمريكية  أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأنه وفي اليوم نفسه، ناقش وفد عراقي برئاسة نائب وزير الخارجية العراقي نزار الخيرالله التعاون مع خبراء دبلوماسيين سعوديين في مجالات الاقتصاد والأمن والسياحة رغم أن الرياض لا تزال مترددة في المضي قدما نحو تطبيع العلاقات بسبب المخاوف بشأن نفوذ إيران في العراق وعدم قدرة الحكومة العراقية على السيطرة الكاملة على الميليشيات الشيعية.

 


من جهته أكد عبد الباري زيباري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي ل "المونيتور" في وقت سابق من هذا الشهر إن المسؤولين العراقيين على كافة المستويات ومن بينهم الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان أعربوا عن استعدادهم لبناء علاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية خلال زيارات متعددة للرياض منذ عام 2003. وأضاف أنهم كانوا يشعرون بتردد السعوديين للعمل على تحسين العلاقات، وهو لديهم أسبابها.

 

 

وذكر زيبارى ان الادارة الامريكية الجديدة تميل الى اعادة النظر فى سياسات الادارة السابقة وترغب فى جعل حلفائها اكثر قربا من بعضها البعض فى المنطقة.

 

 

 ويعتقد زيبارى أن واشنطن لعبت دورا رئيسيا فى تشجيع زيارة وزير الخارجية السعودى عادل الجبير الى بغداد يوم 25 فبراير مشيرا  إلى ان العراقيين وخاصة فى المقاطعات الجنوبية يميلون الى تحسين العلاقات مع الدول العربية وخاصة دول الخليج.

 

وقد شهدت  العلاقات السعودية العراقية تحسنا كبيرا  بعد زيارة الجبير في بغداد، التي إلتقى خلالها رئيس الوزراء حيدر العبادي .

 


وفى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره العراقى ابراهيم الجعفري قال الجبير ان السعودية تطمح الى اقامة علاقات مميزة مع العراق وان البلدين لهما مصالح مشتركة بما فى ذلك مكافحة الارهاب وفرص التجارة والاستثمار.

 

 

من جهته أكد  احمد المصري رئيس تحالف القوى الوطنية العراقية الذي يهيمن على النفوذ الايراني في العراق لصحيفة الرياض في 21 آذار / مارس أن القوميين، ومنهم الليبراليون واليساريون، رحبوا بحرارة بزيارة الجبير رغم تحفظ بعض الشخصيات الشسعية على هذه الزيارة وأهدافها.

 


ورغم أن تصريحات ثامر السبهان  السفير السعودي السابق في بغداد قد اثارت جدلا كبيرا وكادت أن تتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين  خاصة بعد التغريدة التي التي قال فيها بأن"هناك شخصيات إرهابية إيرانية بالقرب من الفلوجة، وهذا دليل واضح على أن الإيرانيين يريدون حرق العراقيين العرب بشعلة الطائفية البغيضة." 

 

 


غير ان زيارة  اللغة الدبلوماسية المتدرجة التي إستعملها عادل الجبير في ظيارته لبغداد أعادت الأمور إلى نصابها خاصة بعد تأكيده بأن الرياض تقف على قدم المساواة بين جميع العراقيين بغض النظر عن عرقهم أو طائفتهم أو دينهم.

 

 

 

 

ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي يبدو فيه  بأن الرياض ليس لديها توقعات كبيرة بشأن تحسين العلاقات مع بغداد بسرعة فقد أكد مصدر دبلوماسي سعودي في الرياض تحدث إلى "المونيتور" أن تعيين سفير سعودي جديد في بغداد هو أفضل ما يمكن توقعه على المدى القصير وبأن هناك قضايا أخرى مثل فتح الحدود والاستثمارات وإلغاء الديون لا يمكن النظر فيها بجدية قبل أن تتحكم الحكومة العراقية في الميليشيات الطائفية وأسلحتها وتبين أن لديها القدرة على تقييد نفوذ إيران في البلاد.

 

 

 

ويختم التقرير بالتأكيد على أن  الحكومتين السعودية والعراقية تدركان جيدا ان العلاقات الثنائية الطبيعية ستخدم مصالح البلدين  غير أن عودة العلاقات بين البلدين تستوجب ضمانات كبيرة خاصة من الجانب العراقي للرياض في خصوص النفوذ الايراني في  العراق.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه