العائل.. أم رب الأسرة

ربة البيت، عبارة حديثة لم تُذكر في لغة الغرب القدماء. وصارت الآن تُكتب كمهنة في وثائق المرأة، ولسنا وحدنا كعرب من قال هذا بل إن العبارة موجودة لدى أكثر بلدان العالم. و"راعية البيت" وجدناها عند بيوت كثيرة في نجد، وربما لاتزال. ويشار بها إلى المرأة الرئيسة، وتكون بين زوجة الرجل ووالدته. وهي تتحكم في صرف المؤن وتستقبل الوارد من الأرزاق وتُفتشه وتُقرّه. والباحثون في فعاليات وحراك المرأة عبر التاريخ سيرون تناقضات بالغة التغاير. ففي الهند مثلا أبطل الاستعمار الإنجليزي للهند عادة دفن الزوجة مع زوجها عند وفاتها، وكانت جارية عند متشددي الديانة الهندوسية. وإذا كان الرجل متزوجاً من أكثر من واحدة فإنهم يختارون أقرب الزوجات إلى قلبه، فتشهد هي بذلك أمام العيان.. ثم يذبحها أهلها ويدفنونها..! وكلمة الزوج أو البعل جاءت باللغة الإنجليزية تحت كلمة HUSBAND. وتقول معاجم التجذير إن الكلمة في الأصل ألمانية قديمة مجزأة ومكوّنة من مقطعين HUS وBUNDA. والتي - في مجموعها - تعني «مالك البيت». والكلمة غير ذات صلة في الوضع الشرعي أو وضع الشيء أو المرء في نظر القانون. وفيما يبدو أنها منزلة فقط. لكنها منزلة رفيعة. وتدلّ على ملكية السكن مطلوبة أو مرغوبة من كلّ من الاثنين. والكتابات حول سلطة الرجل في منزل الزوجية كثيرة ومتشعبة، كذلك معظم أدبيات العرب من شعر وملاحم. وتقول المعاجم في استعراض الكلمة «زوج» أو «هزباند» إن كلمة HUSBANDRY بالإنجليزية تعني في أول معانيها «الاقتصاد في النفقة» وهذا ما يقابل القوامة في الفقه أو الشريعة. هذه المعاجم ومنها قاموس اكسفورد لم تعلم بعد..! عن زواج «المسيار» الذي بدأ البعض يفكّر به مليّاً..! وأعتقد أن الآية الكريمة "لتسكنوا إليها" تستحسن إقامة الزوجين في منزل واحد. وإلاّ انتفت المعاني الجميلة لكلمة «أسرة».