لن تكون هناك ثنائية قادرة على إختزال حاضر ومستقبل العلاقات السعودية الأمريكية أكثر من تلك التي تجمع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وصهر الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنير.
صحيفة لوس أنجلوس تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه أن الشابين يمثلان القوى الصاعدة في البلدين ووجه آخر لتحالف إستراتيجي بين البلدين الحليفين.
فهناك في أمريكا يعمل جاريد كوشنر صهر ترامب كمستشار كبير للرئيس فيما تزداد محفظته من المسؤوليات المحلية والأجنبية ثقلا يوما بعد يوم.
أما نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فهو وزير الدفاع السعودي ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والمشرف على تنفيذ رؤية الإصلاح الجذرية السعودية 2030.
في الرياض وعلى هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية في أولى محطاته جولته الخارجية الأولى كانت رمزية ثنائية الأمير محمد بن سلمان وجاريد كوشنر أكثر وضوحا فقد كان كوشنر والأمير محمد بن سلمان يراقبان عن كثب الرئيس والملك خلال يوم طويل من الاحتفالات الفنية والموضوعية وهما يؤديان رقصة العرضة ويشرفان على توقيع صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار.
بالنسبة لكوشنر، البالغ من العمر 36 عاما فقد كان صعوده صاروخيا في الولايات المتحدة خاصة بعد زواجه بإيفانكا ترامب التي ساعدته على توسيع نفوذه في عالم المال والأعمال وكذلك داخل البيت الأبيض.
أما الأمير محمد بن سلمان 31 عاما، فقد نال الإشادة والإحترام والتقدير في كل خطوة يقوم بها وفي كل ملف داخلي أو خارجي يشرف عليه وهو ما ضاعف من شعبيته الجارفة في السعودية خاصة بعد التدخل في اليمن لحماية الشرعية هناك وإعلانه عن خطة طموحة لإنهاء إعتماد السعودية على النفط.
ويعد ولي ولي العهد السعودي شخصية صريحة في مجتمع محافظ، وصاحب رؤية إستشرافية تجلت في وضع خطة طموحة "رؤية سعودية 2030" التي تهدف إلى التحديث التدريجي في المملكة ، والتحول من الاعتماد على النفط إلى اكتشاف مصادر طاقة جديدة ومستدامة، وتنويع الاقتصاد، وتوسيع نطاق التصنيع العسكري وتمكين المرأة السعودية.
لقاء الرجلين اللذان يختزلان مصدر القوى في القيادة السعودية والأمريكية للمرة الأولى كان بعد فترة وجيزة من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن وإجراءه مباحثات مع ترامب حيث كان كوشنر حاضرا.
و في كانون الثاني / يناير، بعد وقت قصير من تنصيبه، جلس كوشنر على جانب الرئيس عندما تحدث أولا عن طريق الهاتف مع الملك السعودي.
وفي آذار / مارس، اجتمع نائب ولي العهد مع ترامب في المكتب البيضاوي حيث انضم كوشنر إلى الاجتماع وكانت أفكار الرجلين أكثر توافقا ولم يكن خافيا إعجاب الأول بنظرة الأخر لمستقبل العلاقات بين البلدين.
وفي يوم السبت، استضاف الأمير محمد بن سلمان في اجتماعه الشخصي مع الرئيس الأمريكي صهره ومستشاره حيث أكد ترامب بعد هذا اللقاء "لقد كان يوما رائعا" وهو ما وافقه فيه كوشنر كذلك.
في السعودية كان صعود نائب ولي العهد الحاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود قويا نظرا لما يتمتع به من نظرة حكيمة للمستقبل حيث يقول احمد ابراهيم رجل الاعمال السعودي الذي التقى الامير "يركز الأمير الشاب ويعرف كيفية حل الأمور انه يحاول الحصول على أفضل الخبرات." مضيفا "انه يتحرك بسرعة ويحاول تحقيق الإصلاح والتحول من خلال الجيل الشاب ".
من جهتها قالت منى أبوسليمان، أحدى مقدمات البرامج التلفزيونية في السعودية : "لا يزال لدينا البدو والرحل، ولدينا علماء يقومون بمشاريع مع ناسا". "ثقافتنا قديمة، لكن بلدنا ليس كذلك" مضيفة
" ما نراه نتيجة رؤية الأمير محمد بن سلمان ..انه جريء. انه لا يخشى ان يتكلم بعقله ".