حزم الأمير محمد بن سلمان في وجه إيران يعيد تشكيل ملامح التحالف السعودي الأمريكي

رغم صموده عقودا أمام العقبات والتحديات إلا أن التحالف السعودي الأمريكي يمر بفترة حساسة أمام إصرار الأمير محمد بن سلمان على تبني سياسة صارمة من إيران وعدم وضوح الموقف الأمريكي منه خلال السنوات المقبلة.

موقع  nybooks أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الملف الإيراني يعد أهم الملفات التي تهدد التحالف التاريخي بين واشنطن والرياض.

ويشير كاتبا التقرير  ستيفن سيمون و دانيال بنجمان إلى أن هذا الملف كان أحد الملفات التي سببت توترا في العلاقة بين الحليفين في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

ويتابع التقرير أن صعود الأمير محمد بن سلمان ومسكه بزمام الأمور في أهم الملفات الداخلية والخارجية منذ تعيينه وليا للعهد مثل منعرجا حاسما في العلاقات السعودية الأمريكية، بما أنه يتمتع بصرامة و حزم كبير دفاعا عن مصالح المملكة أمام تنامي التهديدات الايرانية في المنطقة.

وفي سياق متصل الكاتبين  أكد  أن " خيبة أمل السعودية من الولايات المتحدة بسبب دبلوماسيتها وتسامحها الذي ادى إلى توقيع الاتفاق النووي الإيراني ، والذي رأت الرياض أنه يبشر بتقارب أوسع مع إيران ويمهد الطريق لمغادرة الولايات المتحدة لمنطقة الخليج العربي" . 

وأمام تصاعد التوتر خلال هذه الفترة بسبب دعم إيران لحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن ومخاوف من تزايد نفوذ وهيمنة طهران إقليميا عبر لبنان عبر سوريا والعراق واليمن ، كان رد ولي العهد حازما وصارما فبعد أقل من شهرين على تعيينه وليا للعهد، أعلن الأمير محمد بن سلمان  عن تشكيل السعودية لتحالف بدء حملة عسكرية ضد  الحوثيين المدعومين من ايران الذين استولوا على صنعاء ، العاصمة اليمنية.

و في عام الموالي  يشير التقرير إلى أن الأمير محمد بن سلمان  أطلق رؤية 2030 ، وهي خطة بعيدة المدى لتحديث وتنويع الاقتصاد السعودي، تم تطويرها بواسطة شركة الاستشارات McKinsey ، التي تعمل جنبا إلى جنب مع بوز ألن هاملتون ، وهو عملاق استشاري آخر ، أشرف على تدريب  القوات البحرية السعودية العاملة في اليمن .

ويبدو أن الحزم السعودي بقيادة الأمير محمد بن سلمان في علاقته بالولايات المتحدة و الملف الايراني أعطى ثماره حيث يشير التقرير أن  إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تبنت وجهة النظر السعودية المتشددة والصارمة ضد إيران بعد الانسحاب من صفقة الاتفاق النووي الايراني وفرض عقوبات جديدة على نظام الملالي.

 غير أن التقرير حذر من أن انتخاب رئيس ديمقراطي في عام 2020 وتوجهه  لرفع العقوبات عن إيران واستعادة التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي ، سيكون له تأثير عميق على التحالف بين واشنطن الرياض.