2020-03-22 

السعودية تعيد تشكيل ملامح أسواق النفط العالمية وفق إستراتيجيتها الجديدة

من واشنطن خالد الطارف

أظهرت المملكة العربية السعودية رغبة كبيرة في استعادة حصتها ومكانتها في اسواق النفط العالمية، لذلك يبدو أن على منتجي النفط في العالم التأقلم والتكيف مع الاستراتيجية السعودية الجديدة.

 

قناة CNN أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن حرب الأسعار التي أعلنتها السعودية بعد رفض روسيا تعميق تخفيض الانتاج لدعم الأسعار، تعيد تشكيل التوازنات في أسواق النفط العالمية.

ويشير التقرير"  تمثل هذه الخطوة تغييرًا كبيرًا لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ، بعد أن حاولت السعودية في السنوات الأخيرة إدارة أسواق النفط العالمية من خلال ضبط وتغيير مستويات الإنتاج ، من خلال التعاون  مع روسيا منخارج منظمة اوبك، حيث يرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن هذه  السياسة الجديدة ستحفظ مكانة و حصة المملكة من السوق رعم أنها قد تؤدي إلى إنهيار منظمة أوبك."


ويضيف التقرير "رغم أن هذا القرار لا يحظى بشعبية كبيرة لدى معظم البلدان المصدرة للنفط وشركات الطاقة الدولية ومنتجي النفط الصخري الأمريكي لأن انهيار الأسعار سيؤدي إلى انخفاض كبير في إيراداتهم ، وفي بعض الحالات ، سيجبرهم على إعلان الإفلاس..هناك عدة أسباب تبرر اتخاذ  المملكة هذه الخطوة."


واوضح التقرير " أولاً ، ادركت السعودية  الأهمية الاستراتيجية للقدرة الإنتاجية الفائضة لإدارة الأسواق العالمية لأنها توفر مؤشرًا حيويًا على قدرة سوق النفط العالمية على الاستجابة للأزمات المفاجئة التي تهدد التدفق الحر لإمدادات النفط، حيث أنفقت ارامكو أكثر من 35 مليار دولار منذ عام 2012 للحفاظ على قدرة إنتاجية مستدامة تبلغ 12 مليون برميل يوميًا مع سعة احتياطية تتراوح من 1.5 إلى 2 مليون برميل يوميًا ".

 وهذا بالضبط ما ستفعله السعودية  خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث من المتوقع أن تضخ أرامكو السعودية 12 مليون برميل في اليوم بحلول 1 أبريل 2020 ، وأن تصل الصادرات بين 9.5 إلى 10 ملايين برميل في اليوم.

و في 1 أبريل أو بعد ذلك بقليل ، من المرجح أن تتفوق السعودية على روسيا لتصبح ثاني أكبر منتج في العالم. لكن حرب أسعار النفط هذه لن تنتهي حتى تستعيد المملكة العربية السعودية، صدارة الإنتاج العالمي من الولايات المتحدة ، والذي يمكن أن يحدث في غضون العامين المقبلين وفق التقرير.


وتابع التقرير "لا توجد دولة أخرى غير المملكة العربية السعودية ، بما في ذلك روسيا ، لديها الإرادة السياسية والمالية للاستثمار بكثافة في الطاقة الإنتاجية الأولية، وهو مايعطي السعودية القدرة حصرا على التحكم في السوق وتوجيهه إلى حيث تريد حتى وإن رفضت الغالبية العظمى من منافسيها التقليديين ذلك. وللتأكيد على هذه النقطة ، أصدر وزير الطاقة السعودي ، الأمير عبدالعزيز بن سلمان ، توجيهًا جديدًا الأسبوع الماضي لزيادة الطاقة الإنتاجية المستدامة لأرامكو السعودية إلى 13 مليون برميل يوميًا في غضون 24 شهرًا تقريبًا."


و من منظور سعودي داخلي ، يمكن التحكم في أسعار النفط المنخفضة للعقد المقبل. ووفقًا لما قاله أمين ناصر ، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو ، "باختصار ، يمكن لأرامكو السعودية التاقلم مع السعر المنخفض جدًا لفترة طويلة." 

 

وفي سياق متصل يؤكد التقرير أن النفط السعودي هو الأرخص ( تكاليف الإنتاج والنقل) في العالم عند 8.98 دولار للبرميل ، حيث يكلف إنتاج برميل واحد من النفط الصخري الأمريكي 23.35 دولارًا للبرميل  ، في حين يبلغ متوسط ​​تكلفة الإنتاج الروسي 19.21 دولارًا للبرميل ."

 


و " ثانياً ، يمتلك السعوديون أكثر من 500 مليار دولار من صافي الأصول الأجنبية ، لذا فإن أموالهم العامة محمية من انخفاض مفاجئ في عائدات مبيعات البترول."

 


وتشير السياسة السعودية الجديدة إلى أن الأسعار المنخفضة المستمرة ستساعدهم في الحفاظ على حصتهم السوقية بعد طفرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. 

 

وتحتفظ المملكة العربية السعودية بحوالي 25٪ من احتياطي النفط العالمي ، وحوالي 70٪ من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية العالمية ، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم بهامش كبير.

 

و تقوم وزارة المالية السعودية ومؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) بصياغة خطط الإنفاق الحكومي المالي التي يمكن أن تحافظ على انخفاض أسعار النفط عند 30 دولار للبرميل في المتوسط ​​في على الأقل للسنوات الخمس المقبلة ، مع انخفاضات مؤقتة تصل إلى 15 دولارًا للبرميل ، وفقًا للتوقعات المالية الحكومية.

 

 وقد أعاد خالد الدباغ ، المدير المالي في أرامكو ، التأكيد على هذه النقطة بقوله: "نحن [ في أرامكو] مرتاحون جدًا لأننا نستطيع تلبية توقعات مساهمينا عند 30 دولارًا للبرميل أو أقل".

 

وختم التقرير " سيكون من الخطأ الفادح التشكيك في تصميم القيادة السعودية الحالية على الاستمرار في هذه السياسة الجديدة. أنشأت المملكة العربية السعودية سوقاً جديدة للنفط بأساسيات جديدة. سيعاني منتجو النفط الذين لم يفهموا هذا التحول التكتوني وسيفشلون في التكيف مع هذا الواقع الجديد."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه