قد تبدو الأزمة الخليجية وقطع عدة دول عربية علاقاتها مع قطر أمر معتادا بما أن الأمر يتكرر للمرة الثانية خلال 3 أعوام غير أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية بإغلاق حدودها البرية مع قطر توحي بأن الأزمة أبعد من أن تكون سحابة صيف عابرة وبأن أسباب الخلاف عميقة وكبيرة.
في ذات السياق نشرت قناة بي بي سي تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد التي زعمت الحكومة القطرية بأنها مفبركة بعد إختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ليست سوى قطرة أفاضت كأسا مليئأ بالتحفظات الخليجية والعربية والأمريكية على سياسة الدوحة الخارجية والإقليمية.
وبالعودة إلى أسباب الأزمة يشير التقرير إلى أن إستمرار قطر في دعم الجماعات الإسلامية والإرهابية يعد أهم الأسباب الرئيسية لهذا الزلزال الدبلوماسي الغير مسبوق فقد توترت العلاقة بين واشنطن والدوحة منذ فترة بسبب ما تعتبره واشنطن تغطية إعلامية تتسامح وتدعم الإرهاب تلك التي تنتهجها قناة الحزيرة من خلال دعمها الواضح والمكشوف للجماعات الإسلامية في المنطقة، بالإضافة إلى تراخي الحكومة القطرية في تفعيل قوانين مكافحة تمويل الإرهاب.
سياسة إعلامية وحكومية قطرية أغضبت أيضا جيران قطر خصوصا السعودية والإمارات بعد أن واصلت الدوحة دعمها لتنظيم الاخوان المسلمين بمختلف فروعه رغم أن هذا الدعم كان سببا مباشرا في الازمة الخليجية قبل 3 أعوام حيث إستمر الدعم القطري لحركة حماس التي تعتبرها واشنطن حركة إرهابية بالإضافة إلى دعم جماعة الاخوان المسلمين في مصر واليمن.
أسباب الخلاف والتصدع هو أن قطر لا تعتبر و لا تصغي لجيرانها فرغم الجهود الإماراتية والسعودية لإثناء قطر عن مواصلة دعمها لجماعة الإخوان المسلمين بعد أزمة سحب السفراء في عام 2014 إلا أن الدوحة لم تتوقف عن سياستها الخارجية الداعمة لهذا التنظيم رغم تقديمها تعهدات وتنازلات في هذا الإتجاه لقاء عودة سفراء عدة دول خليجية إليها.
إضافة إلى ذلك سعت قطر وبصفة خاصة تحت قيادة الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى زيادة التقارب مع إسرائيل أو إيران وضرب الإجماع الخليجي والعربي عرض الحائط.
نتائج تواصل الأزمة قد تكون كارثية على قطر التي تجد نفسها اليوم في مواجهة حصار إقليمي تقوده السعودية والإمارات كما أن الدوحة مهددة بفقدان الدعم الأمريكي في حال واصلت إدارة ظهرها لنداء الأشقاء والمجتمع الدولي بإنهاء دعمها للإرهاب.