أعلن رئيس الحكومة اليمنية المستقيل، خالد بحاح، الإثنين، رفع الإقامة الجبرية عنه وكافة وزرائه، من قبل مسلحي جماعة الحوثي، ولافتًا إلى أنّ رفع الاقامة يشمل الحرية المطلقة بالتنقل داخل وخارج اليمن. وكشف بحاح بيان على صفحته على موقع فيسبوك أنه لا يرغب في العودة إلى منصبه، وأنّ حكومته لاتعتزم استئناف مهامها، قائلًا : حكومة الكفاءات المستقيلة لا تنوي تسيير الأعمال لتفسح المجال للمكونات السياسية بالتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة. وأرجع قرار رفع الاقامة الجبرية عن حكومته، بعد 57 يوماً، لجهود قيادات "أنصار الله" والمبعوث الدولي جمال بن عمر، ودعوات المكونات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والجهود الدولية. ودعا بحاح القوى السياسة والمجتمعية الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، والعمل بنوايا صادقة وجادة ومسؤولة لتجنب عواقب الارتداد السياسي. وبيّن رئيس الحكومة اليمنية المستقيل، أنه يستعد لمغادرة العاصمة صنعاء، متوجهاً لزيارة أسرته في حضرموت. ووصفاالفترة التي قضاها تحت الإقامة الجبرية بـ"التجربة الفريدة في حياته العملية" قائلًا : على الرغم من ألم المكوث في مكان واحد والحد من الحرية والقدرة على التحرك، إلا أن وفاء وعظمة أصدقاء تعرفهم وخبرتهم في السابق وآخرين لاتعرفهم شاءت الأقدار أن تتعرف على معدنهم ونبل أخلاقهم حول تلك الآلام إلى تجربة رائعة". وتجدر الإشارة إلى أنّ الحوثيين في 19 يناير الماضي فرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس عبد ربه هادي، ورئيس الحكومة خالد بحاح، وعدد من الوزراء والمسوولين . إلا أنّ الرئيس هادي ووزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، تمكنا من الإفلات من قبضة الحوثيين والتوجه إلى مدينة عدن جنوبي البلاد ، وتراجع عن استقالته وأقام حكومة منافسة مدعومة من دول الخليج التي ترفض استيلاء الحوثيين على السلطة وتصفه بالانقلاب. وأعطى مجلس الأمن الدولي مهلة للحوثيين ،انتهت منذ أسبوعين، لإنهاء الإقامة الجبرية، التي فرضوها على عدد من كبار المسؤولين في الدولة. وأكد مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لبي بي سي أنّ المبعوث الأممي، جمال بن عمر وجه رسالة شديدة اللهجة لزعيم الحوثيين عقب اقتحام عقب مسلحين حوثيين لمنزل الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح محمد السعدي الأحد، وطالبه برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء خالد بحاح وبقية وزراء الحكومة ومسؤولي الدولة. وأشار زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي ،الإثنين، إلى اتصالات غير مباشرة تجريها جماعته مع السعودية، في أول حوار بين الجماعة الشيعية والمملكة القوة الإقليمية السنية منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء العام الماضي. وأضاف "نحن نرحب بأي علاقات مع محيطنا العربي والإسلامي قائمة على أسس احترام الآخر وعدم التدخل في شؤونه. وكشف زعيم الحوثيين عن نتائج زيارة المبعوث الأممي جمال بنعمر إلى السعودية وقطر، مؤكدا أن جماعته على استعداد تام لتعيد العلاقات مع السعودية. يذكر أنّ المملكة علقت مساعداتها المالية عقب سيطرة الحوثيين على الحكم في اليمن، واتهمت إيران ذات الأغلبية الشيعية بدعم الجماعة للاستيلاء على نطاق أوسع من السلطة في المنطقة.