عندما سمعت بالرواية القطرية حول ما أسمته قطر العدوان الإلكتروني على وكالة الأنباء القطرية,, عادت بي الذاكرة إلى تصريح قديم لرئيس وزراء قطر السابق/ حمد بن جاسم عندما قال إنه بعد أحداث 11 سبتمبر تسارعنا يقصد الدول العربية إلى أن يبيع كل منا الآخر للولايات المتحدة...
واليوم وعندما ظهر سيناريو هوليودي جديد ضمن سيناريوهات (شارلوك هولمز) التي انفردت بها الواشنطن بوست على مدى العشرين سنة الماضية بدءاً من زعم وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق وصولاً إلى علاقة غرامية تربط الرئيس اوباما بالمغنية بيونسي وليس انتهاء بخبر العلاقة بين ترامب وروسيا وكلها اخبار اعتذرت عنها الصحيفة لاحقاً بعد ما تقاضت المبالغ المقررة من ذلك الذي أراد توزيع هذه الشائعة أو تلك ليقايض عليها خصومه...
بل و أسقطت في بعض شائعاتها مصادر استخباراتية تجعل منها دائما مصادر مجهولة قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكي اليوم وقد شبع العالم من أكاذيب تلك الصحيفة ها هو التمويل القطري يدفعها الى خلاصات المحقق (كونان) في الأفلام الكرتونية الشهيرة متماهية مع تصريح غريب من رئيس وزراتها اليوم أن لا حليف لقطر في العالم سوى الولايات المتحدة وكأنه تهديد مبطن للدول العربية التي قاطعت قطر...
و إذا ما أردنا أن ننظر في الأزمة بموضوعية فلابد لنا أن نتوقف بداية و قبل الوصول إلى الخلاصات الواقعية للأزمة عند مرض نفسي احتار علماء النفس في ايجاد وصفة علاجية له ألا وهو ما يسمى (عقدة الرجل القصير) ..
فتلك العقدة تلازم ساسة قطر منذ قام هذا الكيان , تلازمهم في كل توجهاتهم السياسية والاقتصادية والإعلامية بل وحتى الرياضية.
وقبل أن نرد بالأدلة الدامغة على كذب ما نشرته الصحيفة الممولة قطرياً رغم مكانتها الهائلة الواشنطن بوست يوم الاثنين 17 يوليو من زعم اتهام دولة الأمارات باختراق موقع الوكالة القطرية للأنباء لنشر تصريحات لأمير قطر أصبحت اليوم سياسة معلنة للدولة القطرية كيف لا وقد أصبح الخليج العربي على شاشة الجزيرة خليجاً لا تسمية له و كأنه دائر بين التسمية العربية والفارسية بل و أصبحت الخارجية الإيرانية وصحفيوها أصحاب ساعة يومية خاصة على الجزيرة تظهر ذلك الحب اللامتناهي الذي يكنه الفرس للعرب...
قبل ذلك وقبل الرد لابد أن نوضح مفهوم ( عقدة الرجل القصير ) انها عقدة تدعو ذلك الرجل الى التباهي بكل المظاهر البراقة و اظهار كل ما يغطي على ذلك النقص الذي يشعر به داخله و هذا ما نلاحظه بوضوح في سياسة قطر التي تعلن ليل نهار أنها تريد (شراء العالم) ومن يريد شراء العالم ليس صعباً عليه وهو من يملك العديد من الصحف العالمية أن يفبرك قصة سيناريو ما سماه (الاختراق الإماراتي ) عبر صحيفة وعملاء مخابرات يملكهم ...
لقد قامت الصحيفة المذكورة بتاريخ 8/6/2017 بنشر بحث محايد عن تحليل هذه الأزمة بقلم صحفي مشهود له بالنزاهة وهو مايكل ستيفز حيث فند كل الأكاذيب القطرية في زعمها عدم دعم المنظمات الارهابية في العالم وخصوصا ما يهدد منها أمن الشعوب العربية و اليوم وبتكليف قطري واضح تحاول قطر تصدير أزمة بيع بعض الشركات القطرية الكبرى ديونها السيادية إلى شركات أمارتيه مطلع الأسبوع بسبب التخوف من العقوبات المحتملة ..
ها هي قطر تصدر الازمة بمحاولة ادعاء اجتماع عشرات ومئات المسؤولين الإماراتيين الكبار يوم 23 مايو الماضي وطلبهم في اليوم التالي من أجهزة رسمية و خاصة اختراق وكالة الأنباء القطرية ولم تذكر الصحيفة لا مكان الاجتماع ولا من هم الشخصيات في محاولة لإبراز المواقف من الدول المقاطعة لها وللرد على هذا السيناريو الرديء الذي أوكلت به قطر واذرعها الإعلامية الى الواشنطن بوست نشره وتسويقه نقول:
أولا: إن ادعاء الاختراق لوكالة الانباء القطرية يوم 24 مايو قد ثبتت عدم صحته لأن أمير ذلك الكيان قد صرح ببعض ذلك الكلام المنسوب اليه علناً في تخريج دفعة جديدة من الجيش القطري الباسل وقد تأخر الرد القطري لأكثر من يوم في محاولة لرأب صدع تداعيات تلك التصريحات غير العقلانية لأميرها ثم رأت الدوحة في طلب التحقيق الأمريكي السبيل الوحيد لتطويل الأزمة من اجل محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه .
ثانياً: لقد استطاعت قطر منذ عشرين عاما السيطرة المالية على قناة ال BBC البريطانية ثم شراء المجموعة الإعلامية فيها ونقلها الى قطر مبتدأه بذلك سلسلة طويلة من شراء ذمم الصحفيين و ابتزاز ملاك الكيانات الصحفية و افلاسها ثم شرائها وليس بمستغرب عليها أي قطر شراء التقارير الصحفية المفبركة من ضعاف النفوس في صحيفة الواشنطن بوست لكن المستغرب ان تحقيقا مزعوما بالاختراق الالكتروني يمكن كشفه في ساعات قليلة تأخر كشف تفاصيله في رواية مفبركة لمده شهر ونصف بالإضافة الى ان الخلاف الخليجي القطري قائم منذ أكثر من عشرين عاما والوسائل الالكترونية والاختراقات معروفة منذ عقد و اكثر فلماذا تأخرت هذه الدول عن اختراق ذلك الكيان الاعلامي الفريد المسمى (وكالة الأنباء القطرية) وما الحاجة لاختراقه و انت بين يديك توقيع من امير ذلك الكيان انه سيوقف عن رعاية جماعات ارهابية مثل الاخوان المسلمين بل وسيتوقف عن النيل من وحدة دول الخليج .
ثالثاً: ان الخيانات القطرية للعالم العربي ولمجلس التعاون الخليجي تحديدا قد بدأت بالانكشاف وما تم كشفه خلال الساعات الماضية عن المقايضة القطرية عام 1990 في مؤتمر القمة الخليجية لمناقشة غزو العراق للكويت حيث طلب ولي العهد القطري آنذاك حمد بن خليفة على غير رغبة والده ان يحسم موضوع جزيرة (حوار) بين البحرين وقطر وفي حال تنازل واعتراف البحرين بسيادة قطر عليها فان قطر ستقف مع مجلس التعاون في استرداد الكويت فكان الرد الشهير من الملك فهد: إما أن تذهب السعودية و الكويت و إما أن تعود الكويت ..
وليس ببعيد ما كشفته قناة صدى البلد قبل 5 أيام عن تمويل الحكومة القطرية لأعمال إرهابية محتملة لا سمح الله في موسم الحج المقبل... أن سيناريو الواشنطن بوست قد أثبت رغبة قطر في الارتماء الكامل بأحضان العدو الفارسي وكيف لا وقد أعلن الأمير القطري الرغبة في أنشاء منظمة تسمى (منظمة الدول المطلة على الخليج) تضم أيران في محاولة لدفع دول الخليج الى اخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي لكي تبرر تماهيها التام مع ايران في حلف يريد ازالة كل شيء عربي من الوجود..