بدا رئيس الوزاء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو متخبطًَا ويائسًا قبيل انتخابات الكنيست الاسرائيلي لاسيما بعد استطلاع للرأي أظهر تراجع شعبيه بشكل ملحوظ. وظهر تخطبط نتنياهو جليًا في محاولة فاشلة منه ووعود بتعين موشيه كحلون وهو عضو سابق في حزب الليكود أسس حزبا يمينيا وسطيا جديدا باسم "كلنا"، في منصب وزير المالية في حكومته المقبلة في حال فوزه، وهو ما اكتشفه كحلون سريعًا وأعلن رفضه معتبرًا وعود نتنياهو مناورة ماقبل الانتخابات، و وفقًا لتقرير الرياض بوست ومع استمرار تخبط نتنياهو ومحاولاته إلى إنقاذ شعبيته التي تراجعت مؤخراً أمام خصومه السياسيين،أطلاق "حزمة آليات" جديدة قبل ساعات على انطلاق الانتخابات الإسرائيلية، من شأنها أن تزيد الجمود الراهن في عملية السلام. حيث أكد نتنياهوالذي يتزعم حزب "الليكود"، في مقابلة مع موقع NRG الإسرائيلي ،الإثنين، أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية إذا ما احتفظ برئاسة الحكومة في الدولة العبرية، لافتاً إلى أن "أي شخص يساعد في إقامة دولة فلسطينية، سوف يوفر قاعدة لانطلاق هجمات الإسلاميين المتشددين على إسرائيل" ولم يكثر رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته بالتوتر الكبير في العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولا الجدل الداخلي والخارجي حول مواقفه السياسية، لاسيما الجمود في المفاوضات مع الفلسطينيين ، لاسيما وأن تلك التصريحات تتعارض مع تصريحاته السابقة المنادية ب"إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في إطار اتفاق سلام دائم". وبدوره انتقد السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل مارتن إيندك، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومعارضته لقيام دولة فلسطينية في حال أعيد انتخابه. وأكد إيندك في مقابلة مع CNN أنّ "تصريحات نتنياهو تظهر مدى يئسه تخبطه، مشيرًا إلى أنّ معارضته قيام دولة فلسطينيه حال فوزه في الانتخابات سيسبب له مشكلة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يدعم قيام الدولة الفلسطينية." وأشار إيندك إلى أنّ "خطاب نتنياهو أمام الكونغرس كان سوء تقدير استراتيجي، لو أنه بقي في إسرائيل وتطرق إلى مشاكل اجتماعية مثل مسألة السكن التي استغلها آخرون بالحملة الانتخابية لكان أفضل له". وبدورها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ،الثلاثاء، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلية مؤكدة أنّ وعودهكشفت تزييفه لأحاديثه عن عملية السلام والمفاوضات. وأوضح بيان للخارجية أنّ نتنياهو لم يراوغ ويكذب على شعبه فقط ، وإنما على الرأي العام العالمي الذي انطلت عليه هذه الأكاذيب، مشيرًا إلى أنّ تصريحاته أظهرت وجهه الحقيقي، وأعلنت سياسته التي تمسك بها وجسدها طيلة فترة حكمه. وأشارت الخارجية أن نتننياهو سعى طيلة فترة حكمه لتدمير مبدأ حل الدولتين، وضرب مقومات وجود دولة فلسطين، وتهويد القدس، فضلًا عن توسيع المستوطنات، وفصل الضفة عن قطاع غزة. ودعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحميل نتنياهو المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات وتعثر عملية السلام بالمنطقة. وطالبت الخارجية المجموعة الدولية بمراجعة مواقفها مرة أخرى، ووقف الاستيطان والالتزام بمرجعيات عملية السلام الدولية، وتحديد سقف زمني ملزم لإنهاء الاحتلال، لاسيما مع ظهور كذب وخداع اسرائيل. وعلق صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في السلطة الوطنية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلًا "نتنياهو فعل مافي امكانه لدفن حل الدولتين ـ وهو ما اعتدنا عليه". ووجه عريقات رسالة للمجتمع الدولي مفادها أنّ حصانة نتنياهو لن تأتي بسلام ، العدل وحده في الذي يفعل، فالنتعلم الدرس، مؤكدًا أنّه لايمكن لرئيس الوزراء اطلاق وعود بشان مستوطنة هار حوما غير الشرعية، دون الاخذ في الحسبان أنه يتمتع بحصانة من المجتمع الدولي" وتجدر الإشارة أنّ نتنياهو أعلن أثناء جولته في حي "هارحوما" في القدس الاثنين، اعتزامه بناء آلاف الوحدات السكنية في مختلف أنحاء القدس، في حال انتخابه رئيساً للحكومة مجدداً، رغم الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف البناء في القدس الشرقية، التي يقول الفلسطينيون إنها ستكون "عاصمة" لدولتهم المزمعة. وهاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي المرشحة اليسارية تسيبي ليفني بشدة بعدما أدانت قراراً بالبناء في أحياء يهودية بالقدس، بقوله: "أين يمكن لليهود البناء، إذا حُظر عليهم البناء في عاصمتهم"، بحسب قوله. وذكر نتنياهو أن "أموالاً طائلة تتدفق من خارج البلاد" بهدف استبدال حكومة الليكود بحكومة أخرى يسارية برئاسة تسيبي ليفني وهرتسوغ.