تسعى روسيا جاهدة لاقناع الملك سلمان بزيارة موسكو، ورغم دعوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العديدة ، لا يزال موعد الزيارة وامكانية تحققها غير واضح، غير أن محللين ومراقبين يعتقدون بأن تصميم الكرملين الواضح على ترتيب مثل هذه الزيارة يظهر بوضوح تقييم موسكو للدور المحوري للمملكة في الشرق الأوسط.
صحيفة المونيتور أوردت في هذا السياق تقريرا لبول سوندرز الخبير و المحلل السياسي ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه مستشار الرئيس الأمريكي السابق جورج ولكر بوش أن قيمة السعودية بالنسبة لروسيا تظهر من إصرار الحكومة الروسية على أن يزور الملك سلمان موسكو في أقرب وقت.
يأتي ذلك بعد أن أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف استعدادات موسكو للزيارة، كما أكده أيضا كبير مساعدي السياسة الخارجية لبوتين يوري اوشاكوف.
و يشير الخبير أنه و عقب الاجتماع الاخير لوزير الخارجية سيرجى لافروف مع الملك سلمان فى جدة، اصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا رسميا قالت فيه ان الزيارة "من المقرر ان تجرى فى اوائل اكتوبر"، رغم أن أن الحكومة السعودية أصدرت بيانا موازيا خاصا بها بعد اجتماع لافروف مع الملك لم يتطرق لهذه الزيارة.
وفي سياق متصل يشير سوندرز أن مصلحة روسيا مع المملكة العربية السعودية متعددة الأبعاد، فمن الناحية الاقتصادية، يمكن أن تؤثر التفاهمات الروسية السعودية على مستوى إنتاج النفط والصادرات النفطية تأثيرا كبيرا على الأسواق العالمية والاقتصاد الروسي والميزانية الاتحادية للحكومة الروسية التي لا تزال تعتمد اعتمادا كبيرا على عائدات النفط على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة.
كما ترى موسكو أيضا أن المملكة العربية السعودية مصدر محتمل للاستثمار، وهو أمر ذو أهمية متزايدة في مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية الدائمة على روسيا.
وقد طورت الرياض هذه الفكرة الاستثمارية، من خلال التعهد باستثمار 10 مليارات دولار في صندوق الاستثمار المباشر الروسي، في الوقت الذي يشعر الكثيرون في روسيا بخيبة أمل إزاء الركود الاقتصادي ، فيما يقترب فلاديمير بوتين من انتخابات رئاسية عام 2018.
و يضيف سوندرز أن لموسكو أيضا اعتبارات تتعلق بالسياسة الخارجية، بما في ذلك دور المملكة العربية السعودية كراع رئيسي لمجموعات المعارضة التي لا تزال تقاتل نظام بشار الأسد في سوريا، والعلاقات المتوترة مع إيران، والموقف السعودي المتميز كحليف رئيسي للولايات المتحدة ودورها كقائد للدول الاسلامية.
لذلك يعتقد ديمتري سوسلوف، نائب مدير الأبحاث في مجلس روسيا للسياسة الخارجية والدفاع ، أن الصراع في سوريا لا يزال العنصر "التكتيكي" الرائد للعلاقة الروسية مع المملكة العربية السعودية ويرى الزيارة المحتملة "مظهرا رمزيا لنجاح استراتيجية روسيا "في سوريا.
واضاف سوسلوف "اذا توصلت موسكو والرياض الى حل توفيقي حول سوريا، فسيكون ذلك انطلاقة لانهاء الحرب "، مضيفا "يمكن أن يسهم ذلك إسهاما هاما في تحقيق " الهدف الاستراتيجي "لروسيا من تعزيز دورها كقوة عظمى مستقلة على الصعيد العالمي وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص".
وفي سياق متصل اوضح سوسلوف ان "العلاقات الايجابية مع الرياض ضرورية لروسيا للقيام بدور السلطة العظمى المستقلة المقبولة في المنطقة، ذلك أن تحسن العلاقات الروسية - السعودية" ستسمح لموسكو بأن تقيم علاقات طيبة مع جميع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، بسبب دور السعودية ونفوذها الاقليمي المتنامي.