في مواجهة التهديدات الخارجية والمحلية للأمن السيبراني، إتخذت المملكة العربية السعودية خطوات هامة لتحقيق الجاهزية السيبرانية، وفق تقرير حديث أعده معهد بوتوماك.
مجلة Cyber Security اورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه أن المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة لتحسين الجاهزية الإلكترونية، بعد مجموعة من التهديدات الخارجية، من هجوم أرامكو 2012 ، فضلا عن عشرات الهجمات الاخرى في عام 2016.
ويشير التقرير أن السعودية بدأت بتحقيق تقدم كبير في تحسين أمنها السيبراني بشكل عام وتحقيق الأهداف الطموحة المحددة في إستراتيجيته رؤية 2030 وفقا لتقرير حديث أعده معهد بوتوماك للدراسات السياسية بعنوان "الجاهزية السيبرانية السعودية في لمحة".
وتعد هي الدراسة التاسعة في سلسلة من التقارير الدولية التي تقييم التأهب على المستوى الوطني للمخاطر السيبرانية استنادا إلى منهجية مؤشر الجاهزية الاكترونية.
ووفقا للتقييم الذي أجرته مؤسسة كري 2.0 ، فإن جهاز أمن الدولة الجديد المسؤول عن مكافحة الإرهاب و الاستخبارات المحلية والأمن السيبراني، أجهزة تسعى إلى تعزيز الجاهزية الإلكترونية في المملكة من خلال تطوير وإضفاء الطابع الرسمي على إطار واستراتيجية الأمن السيبراني، وتوضيح الأدوار والمسؤوليات السيبرانية لمختلف الوزارات والمنظمات في السعودية، وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون، وزيادة الوعي والقدرة على الأمن السيبراني.
يشار إلى أنه و في عام 2011، بدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تطوير أول استراتيجية وطنية في مجال أمن المعلومات في المملكة، لتوفير بيئة رقمية آمنة وقوية.
غير أن التقرير يشير الى ان التحدي الأكبر الءي يواجه السعودية هو نقص القوى العاملة المحلية المؤهلة بما فيه الكفاية، للعمل على دعم جاهزية السعودية لمواجهة الهجمات السيبرانية، خاصة بعد أن تعرضت المملكة في العام الماضي إلى موجة جديدة من الهجمات السيبرانية التي أثرت على الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وجددت الحاجة الملحة لضرورة تطوير قدرات الأمن السيبراني .
هذا تعرضت المملكة الى ما يقرب من 1000 هجوم أمن إلكتروني استهدف البنية التحتية الحيوية، في عام 2016.
ولمعالجة النقص في العمالة السيبرانية، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برامج تطوير المواهب والشراكات مع شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية لتدريب أكثر من 56،000 شاب سعودي على المهارات الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين عامي 2017 و 2020، كما أنشأت أكاديمية وطنية لتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية لتدريب وتطوير المواهب السعودية.
وعقب هجوم أرامكو السعودية لعام 2012، بدأت الحكومة السعودية في زيادة إنفاقها على حلول وخدمات تكنولوجيا الأمن الإلكتروني. وفي الآونة الأخيرة، اشتركت شركة الصناعات العسكرية السعودية مع المقاول الأمريكي رايثيون للدفاع عن التعاون في مشاريع الدفاع والتطوير التكنولوجي، بما في ذلك الأمن السيبراني.
وستسهم هذه الشراكة في تحقيق الأهداف التي أبرزتها استراتيجية رؤية 2030 لتطوير نظام دفاع محلي، وخلق فرص عمل جديدة.
وتضطلع المملكة العربية السعودية بدور أكثر حزما في مجلس التعاون الخليجي في مجال الأمن السيبراني، خاصة بالنظر إلى تزايد التوترات مع إيران والهجمات الإلكترونية التي تنطلق من أراضيها وتستهدف السعودية حيث شاركت المملكة في حوارات ثنائية رفيعة المستوى مع بلدان من بينها الولايات المتحدة والهند تهدف إلى تعزيز تبادل المعلومات المتعلقة بتمويل الإرهاب وغسل الأموال و مكافحة استخدام الفضاء الإلكتروني من جانب الجماعات الإرهابية والإجرامية.