أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن حملة مكافحة الفساد تعد ركيزة لنجاح خطة الإصلاح وبأنها الطريق الوحيد لتحقيق التنمية والرفاه للسعوديين.
صحيفة نيويورك تايمز أوردت في هذا السياق مقابلة مع ولي العهد السعودي ترجمته عنها الرياض بوست، نفى خلالها الأمير محمد بن سلمان أن تكون حملة مكافحة الفساد وسيلة لوصله للحكم مؤكدا أن هذا التحليل " سخيف"، ذلك أن العديد من رجال الأعمال والأمراء المعتقلين كانوا قد أعلنوا بالفعل ولائهم له ودعموا إصلاحاته، مشددا على أن "العائلة المالكة" خلفه بالفعل.
وعن حقيقة حملة مكافحة الفساد اوضح الأمير محمد بن سلمان "لقد عانى بلدنا الكثير من الفساد منذ عام 1980 حتى اليوم، حيث تشير الإحصائيات أن ما يقرب من 10 في المئة من مجموع الإنفاق الحكومي يشفطه الفساد كل عام، من أعلى المستويات إلى أسفل، مضيفا أنه و على مر السنين أطلقت الحكومة أكثر من "حرب على الفساد" وفشلت جميعا، لأن جميعها بدأ من أسفل إلى أعلى.
و أضاف ولي العهد "رأى والدي أنه لا توجد طريقة يمكننا البقاء في مجموعة العشرين وتحقيق نمو مع هذا المستوى من الفساد، لذلك كان واحدا من أوامره الأولى لفريقه هو جمع كل المعلومات عن الفساد في الأعلى. وعندما أصبحت البيانات جاهزة، إتخذ المدعي العام، سعود الموجب، الإجراءات اللازمة.
وأكد ولي العهد أن حوالي 1 في المئة من المعتقلين "قادرون على إثبات أنهم نظيفون، فيما يرغب 95 في المئة منهم في التسوية على المحاكمة أما الباقي منهم فأكدوا انهم ليسوا فاسدين وان يريدون الذهاب الى المحكمة. وبموجب القانون السعودي، فإن المدعي العام مستقللا يمكن أن نتدخل في وظيفته ، فيما الملك يستطيع أن يرفضه، لكنه يقود العملية ... لدينا خبراء للتأكد من عدم إفلاس الشركات في هذه العملية " لتجنب التسبب في البطالة."
وعن مجموع الأموال التي يمكن إستعادتها أكد الأمير محمد بن سلمان أن النائب العام يؤكد انه المبلغ يمكن ان يصل إلى "100 مليار دولار "،مضيفا أنه القضاء على الفساد يتطلب "أن ترسل إشارة، والإشارة كانت بأن الفساد لن يتواصل".
من جهته أشار صحفي و مراسل الصحيفة توماس فريدمان الذي أجرى المقابلة "أن كل السعوديين الذين تحدثت إليهم على مدى ثلاثة أيام عبروا عن دعمهم الهائل لهذه لحملة مكافحة الفساد. "
وفي سياق متصل أوضح فريدمان أن إعلان الأمير محمد بن سلمان بأنه يسعى لإعادة الاسلام المعتدل الى السعودية لا يقل أهمية عن حملة مكافحة الفساد، مشددا على أن هذه الاصلاحات تجد دعما كبيرا من السعوديين أيضا مستشهدا بتأكيد امرأة سعودية تبلغ من العمر 28 عاما أن الأمير محمد بن سلمان "يستخدم لغة مختلفة..فهو يشير الا أنه سيسعى لتدمير التطرف..هذا مطمئن لي بأن التغيير حقيقي ".
ويضيف فريدمان أن الأمير محمد بن سلمان قال "لا تكتب بأن السعودية تعيد تفسير" الإسلام نحن نستعيد الإسلام على أصوله - وأكبر أدواتنا هي ممارسات النبي و حياته اليومية... في وقت النبي محمد، كانت هناك موسيقى، كان هناك خلط بين الرجال والنساء، كان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية"، مضيفا "أول قاض تجاري في المدينة المنورة كان امرأة!."
بعد ذلك يضيف فريدمان أن أحد الوزراء السعوديين أخرج هاتفه المحمول وشارك معه الصور ومقاطع فيديو يوتيوب من المملكة العربية السعودية في 1950 ، حيث كانت النساء دون غطاء على الرأي ، ترتدي التنانير وتمشي مع الرجال في الأماكن العامة، فضلا عن الحفلات الموسيقية ودور السينما.
من جهته أكد مصرفي سعودي "لقد إختطف جيلي كرهينة عام 1979... أعلم الآن أن أطفالي لن يكونوا رهائن مثلما كانت وكان جيلي "، كما أضافت امرأة سعودية "قبل عشر سنوات عندما نتحدث عن الموسيقى في الرياض كان يعني شراء قرص مضغوط - الآن هناك حفل موسيقي الشهر المقبل ..ما عليك سوى شراء تذكرة والذهاب للاستمتاع مع أصدقاءك ".
و حول ارتفاع مستوى التوتر مع إيران وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المرشد الأعلى للثورة في إيران ب"هتلر الشرق الأوسط"،مؤكدا بأن السعودية لن تتسامح مع إنتهاك إيران لحرمة جيرانها وتدخلها الميتمر في شؤون الدول العربية.