يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإعتباره القوة الدافعة نحو الاصلاح في السعودية، لمجابهة عدد من التحديات الداخلية والخارجية لبناء مملكة المستقبل، القوية والمحصنة ضد كل التهديدات.
صحيفة واشنطن تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا للكاتب والمحلل ومؤسس مؤسسة الدفاع والديمقراطية كليفورد ماي ترجمته عنها الرياض بوست، أكد فيه بأنه الأمير محمد بن سلمان هو سر الديناميكية والنشاط الكبير الذي تشهده المملكة، وهو كذلك مفتاح القيادة في السعودية.
ويشير ماي أنه و عندما زار المملكة العربية السعودية في فبراير / شباط كان الأمير محمد بن سلمان نائبا لولي العهد، ومع ذلك، فقد كتنت ثقة الملك سلمان في الأمير الشاب كبيرة حيث كان يدير ملفات الدفاع والطاقة و يشرف على تنفيذ رؤية 2030، وهي خطة طموحة لبناء اقتصاد سعودي ديناميكي ومتنوع، بعيدا عن النفط.
ولتحقيق ذلك، كان الأمير محمد بن سلمان على قناعة بأن الأمر يتطلب إصلاحات اقتصادية واجتماعية ودينية كبيرة. ومنذ تعيينه، في يونيو، وليا العهد بدأ الأمير الشاب في تسطير ملامح مستقبل المملكة من خلال عدد من الاصلاحات الجريئة.
ففي الشهر الماضي مثلا أعلن ولي العهد عن خطط لإنشاء منطقة اقتصادية مستقلة بقيمة 500 مليار دولار على البحر الأحمر، وهي مدينة المستقبل "نيوم" التي تحكمها قوانين "على قدم المساواة مع المعايير الدولية".
ويأتي هذه الخطوة وفق المحلل الأمريكي، مكملة لعدد من الاجراءات والقرارات الجريئة والتاريخية للأمير محمد بن سلمان الذي كبح سلطو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و كان وراء إنشاء الهيئة العامة للترفية التي تشرف على تنظيم الأحداث الفنية والحفلات التي لم تعد محظورة في المملكة، كما من المقرر السماح للنساء بالقيادة في العام المقبل.
و من بين القرارات الجريئة الأخرى وفق رئيس مؤسسة الدفاع والديمقراطية هو إعلان الأمير الشاب الحرب على التطرف، وتعهده بإعادة "الإسلام المعتدل " إلى المملكة.
ويضيف الكاتب والمحلل الأمريكي كليفورد ماي أن ولي عهد يعمل بلا هاودة من أجل تحقيق التغيير في المملكة ففي مطلع هذا الشهر، أمر بإعتقال عشرات الأمراء و الوزراء و رجال الأعمال في حملة غير مسبوقة على الفساد.
أما على المستوى الإقليمي فقد كان و اضحا أن سياسة الخارجية للمملكة وفق رؤية ولي العهد تقوم على عاملين رئيسيين هما محاربة الإرهاب، و لجم التمدد الإيراني في المنطقة، حيث أشار الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع الصحفي توماس فريدمان، في صحيفة نيويورك تايمز: "تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء لا ينفع". وفي إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أضاف " لا نرغب في أن يكرر هتلر الجديد في إيران، ما حدث في أوروبا في الشرق الأوسط ".