نجح إتفاق أوبك حتى الآن في إعادة الاستقرار إلى أسواق النفط و دفع الأسعار نحو الارتفاع، غير أن هذا النجاح ما كان ليكون لولا ذكاء ودهاء وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
موقع Investing.com أورد في هذ السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الغرض الحقيقي من اجتماع مسقط بالنسبة للاعبين الرئيسيين - المملكة العربية السعودية وروسيا - كان النظر فيما إذا كان من الضروري مواصلة خفض الإنتاج خلال عام 2018.
ونظرا لانخفاض المخزون العالمي وارتفاع الأسعار، تساءل العديد من مراقبي السوق عما إذا كانت منظمة أو ستتخلى مع منتجي النفط من خارج أوبك على صفقة التخفيض في الإنتاج قبل نهاية عام 2018.
الإجابة كانت واضحة وقوية من وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي اكد أن اوبك والدول المنتجة من خارج المنظمة وعلى رأسها روسيا لا تزال ملتزمة بمواصلة خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2018.
ومن المتوقع ان تناقش هذه الدول فى يونيو كيفية خفض الانتاج و إمكانية تمديده، غير أن المخاوف تتزايد من تأثير التخلي عن التخفيضات بشكل عشوائي في عام 2019 أو قبل ذلك، على الأسعار والتوازن والاستقرار في الأسواق.
لذلك كان كل إهتمام الفالح في إجتماعات اوبك ضمان تمديد الاتفاق والالتزام به، غير أن ذلك لا يمكن أن يمر سوى عبر ضمان بقاء روسيا وتعاونها وهو ما نجح وزير الطاقة السعودي في تحقيقه ببراعة.
ويشير التقرير أن الرجلين يحرصان على إظهار توافقهما الكبير لدعم عامل الثقة لدى الدول الأخرى والرأي العام حيث"يقفان بجانب بعضهما البعض في الصور وفي المؤتمرات الصحفية، ويصلان معا للاجتماعات، ويشاركان واحدة سيارة لتناول العشاء، ويزوران مشاريع الطاقة في روسيا والمملكة العربية السعودية معا."
وقد وصفت عدد من المؤسسات المالية مثل سيتيغروب، تحالف الفالح ونوفاك بأنه "برومانس"، غير أن هذا التحالف هو خطوة محسوبة من قبل الفالح وفق التقرير، تهدف إلى إبقاء روسيا ضمن صفقة خفض الإنتاج وإقناع السوق بأن الصفقة قوية.
ويضيف التقرير أن الفالح كان يعلم منذ البداية، أن التعاون الروسي سيكون أكبر تحد له، بما أن لدى موسكو تاريخ طويل من الاتفاق على خفض إنتاج النفط ومن ثم عدم الامتثال له.
و بعد أن وافقت روسيا على خفض الإنتاج، كان القلق الرئيسي هو عدم وفاء موسكو بوعدها، غير أن ذكاء الفالح ودهاءه إستطاع ترويض الدب الروسي وابقاه طيلة هذه المدة ضمن الصفقة، حيث يؤكد التقرير "من المعروف أن الفالح يدافع عن وجهة نظره حتى يحصل على ما يريد.. تبدو استراتيجيته هي الاستمرار في الحديث، وجعله حججه مقنعة وكسب رصيد أكبر من الثقة والنقاط."
ويشير التقرير أن الفالح كان متأكدا من أنه سيفوز إذا كان نجح في إقناع نوفاك بالبقاء ضمن الصفقة وهو ما حدث بالفعل.
من ناحية أخرى، يرى نوفاك إستراتيجية الفالح كفرصة اقتصادية لروسيا. وبينما يواصل الفالح إبقاء نوفاك ضمن صفقة أوبك ، يستطيع نوفاك التفاوض بشأن عقود إقتصادية لروسيا مع المملكة، حيث يرغب نوفاك في بيع محطات الطاقة النووية والغاز الطبيعي إلى المملكة العربية السعودية التي تحتاج إلى توليد الطاقة المحلية.