2015-10-10 

الدب الروسي يخترق الصف الاوروبي عبر الدول الصغيرة

من لندن، علي الحسن

في جعبة الدب الروسي الكثير من الحيل لكسر الحصار الذي تفرضه دول غربية عليها بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية وضم جزيرة القرم بل وتزويد الانفصاليين بالاسلحة الثقيلة بالرغم من اتفاق مينسك التي وافقت عليه العاصمة الروسية. ففي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وبريطانيا فرض المزيد من العقوبات على روسيا، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تتجه روسيا إلى خطوة يراها مراقبون أنها تضعف هذه السياسة وحدة القرار الأوروبي وتؤثر على العقوبات المفروضة على روسيا. وتسعى روسيا إلى كسر العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي عليها بعد موقفها في الأزمة الأوكرانية عبر تعزيز علاقاتها بشكل منفرد مع بعض دول الاتحاد الأوروبي، أمثال قبرص واليونان وهنغاريا. وقد أعادت روسيا هذا الأسبوع جدولة ديونها على قبرص التي تصل قيمتها التي 2.5 مليار يورو، فخفضت سعر الفائدة من 4.5 إلى 2.5 في المئة، كما مددت فترة السداد إلى الفترة ما بين 2018 إلى 2021. وفي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبرص أول أمس لفت في تصريحات صحفية له إلى أن روسيا كانت قد خصصت قرضا بقيمة 2.5 مليار يورو لدعم استقرار الاقتصاد القبرصي كما قامت بإعادة هيكلة للقروض المترتبة على قبرص لروسيا، بشروط أكثر ملائمة للجانب القبرصي. وتعد جمهورية قبرص إحدى أهم الدول الرائدة في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد الروسي، حيث يقدر حجم الاستثمارات القبرصية المتراكمة في روسيا بنحو 65 مليار دولار، في حين يبلغ حجم الاستثمارات الروسية في قبرص نحو 33 مليار دولار، بحسب وسائل إعلام روسية. في المقابل وقعت قبرص اتفاقية مع موسكو الأربعاء تسمح لسفن البحرية الروسية العسكرية بالدخول إلى موانئ قبرصية. وتأتي هذه الصفقة الروسية مع قبرص، التي تستضيف قواعد عسكرية بريطانية أيضا، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين روسيا والغرب بشأن موقفها في أوكرانيا. وقللت قبرص، التي تعتمد كثيرا على الاستثمارات الروسية فيها، من أهمية الاتفاقية قائلة إن السفن الروسية كانت دائما تحظى بحق دخول موانئها. ويتبادل أطراف الأزمة الأوكرانية الاتهامات بشأن المسؤولية عن خرق اتفاق منسك. وتقول حكومة كييف وقادة دول غربية وحلف شمال الأطلسي "الناتو" إن ثمة أدلة على أن روسيا تمد الانفصاليين في شرقي أوكرانيا بأسلحة ثقيلة وجنود. وتنفي موسكو تلك الاتهامات، وتؤكد أن أي روس بين صفوف الانفصاليين هم "متطوعون". وقال يوري بيريوكوف، مستشار للرئيس الأوكراني فيكتور بوروشينكو، إن حصيلة القتلى خلال معارك وقعت الأسبوع الماضي من أجل السيطرة على مدينة دبالتسيف ربما وصل 179 شخصا، إضافة إلى 81 مفقودا. وتمكن الانفصاليون من السيطرة على المدينة الاستراتيجية على الرغم من توقيع اتفاق النار في 12 فبرايرمبررين بأن الاتفاق لا ينطبق على المدينة. وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 5700 شخص قتلوا وحوالي 1.5 مليون نزحوا من منازلهم منذ اندلاع المعارك بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية في أبريل.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه