استهدف هجوم انتحاري مسجدا للشيعة في العاصمة الكويتية اثناء صلاة الجمعة، ما اسفر عن سقوط 27 قتيلا و222 جريحا في اول اعتداء يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في الكويت. واعلن وزير الصحة الكويتي علي العبيدي في تصريح للتلفزيون الكويتي الرسمي ان عدد الضحايا بلغ حتى مساء الجمعة 27 قتيلا و222 جريحا. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن الهجوم الذي قالت وزارة الداخلية إنه استهدف مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر وسط مدينة الكويت. وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالا على الارض اجسادهم مغطاة بالدماء بين الحطام داخل المسجد. وقال خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي الذي كان داخل المسجد وقت الانفجار لرويترز إن المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري مسجد الإمام الصادق وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف. وأضاف أنه يتضح من جثة الانتحاري أنه كان شابا في العشرينيات من العمر على ما يبدو .وقال إن أكثر من ألفين من أتباع الطائفة الجعفرية الشيعية كانوا يصلون في المسجد. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن إمام المسجد قوله إن الهجوم استهدف المصلين في الجزء الخلفي من المسجد قرب نهاية صلاة الجمعة. وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس "انه تفجير انتحاري"،وأن هذا الهجوم، الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، هو الاعتداء الارهابي الاول في الكويت منذ كانون الثاني/يناير 2006. وافاد بيان باسم "ولاية نجد"، فرع تنظيم الدولة الاسلامية في السعودية، انه "في عملية نوعية (...) انطلق احد فرسان اهل السنة الغيارى وهو الاخ ابو سليمان الموحد ملتحفا حزام العز الناسف مستهدفا وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين (حسينية الامام الصادق) في حي الصابري بمنطقة الكويت". واشار البيان الى اصابة "العشرات". وحث التنظيم المتشدد أتباعه على تصعيد الهجمات في رمضان على المسيحيين والشيعة والسنة الذين يقاتلون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ويقصف التنظيم. ونقل مراسل لفرانس برس في المكان ان الشرطة طوقت المسجد. وتوجه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح فورا الى موقع الهجوم وفق ما نقلت وكالة الانباء الكويتية فضلا عن مشاهد بثها التلفزيون الحكومي. واظهرت هذه المشاهد دمارا هائلا في المسجد. واعتبر امير الكويت في تصريح نقلته وكالة الانباء الكويتية إن التفجير انتهك حرمة شهر رمضان المبارك وكذلك الشريعة الإسلامية التي تحرم سفك دماء الأبرياء. ووصفه بالمحاولة اليائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة واثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة" مشيرا الى ان "وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ امن الوطن". ومضى يقول "إن ما يتحلى به ... المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة وبما عرف عنهم من محبة وتفاني لوطنهم وولاء له والتفاف حول قيادتهم سيصد بعون الله تعالى ويفشل اهداف منفذي هذا العمل الشنيع والجبان ويعزز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة بما عرف عنها من محبة وتألف وتأزر." وأدان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح الذي زار الجرحى في المستشفى الأميري الهجوم وقال إنه محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية للكويت. وأضاف لرويترز أثناء خروجه من المستشفى "هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيء ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم." واعلن مجلس الوزراء الكويتي السبت يوم حداد "على ارواح حادث الانفجار الارهابي". واعلنت مستشفيات عدة حالة الطوارئ لمعالجة الجرحى، ودعت بنوك الدم المواطنين الى التبرع. وقالت وزارة الصحة إن بنك الدم الكويتي فتح مراكز إضافية للتبرع بالدم وحثت المواطنين الذين ليسوا في حاجة إلى العلاج الطبي العاجل على تجنب الذهاب إلى وحدات الطوارئ بالمستشفيات. ويشكل الشيعة نحو ثلث الشعب الكويتي البالغ 1,3 مليون نسمة. واعلنت وزارة الداخلية ان "الاجهزة الامنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به". وكانت الوزارة صرحت قبل ثلاثة اسابيع انها شددت الاجراءات الامنية حول المساجد اثر تفجيرات في اليمن والسعودية، وفق بي بي سي. وفي 17 يونيو تبنى تنظيم الدولة الاسلامية سلسلة من التفجيرات ضد مساجد للشيعة ومنزل لاحد قادة الحوثيين في صنعاء ما اسفر عن مقتل 31 شخصا واصابة العشرات. الى ذلك تبنى التنظيم الشهر الماضي تفجيرين ضد مسجدين للشيعة في السعودية وقع الاثنان اثناء اداء صلاة الجمعة. وتوالت الادانات لهجوم الجمعة على المسجد من قبل الاحزاب والمنظمات والنواب في الكويت. ووصفت الحركة الدستورية الاسلامية الهجوم بـ"العمل الاجرامي الدنيء". من جهته وصف الداعية السني الكويتي الشيخ عجيل النشمي على موقع تويتر التفجير بـ"العمل الاجرامي ومقصده إثارة الفتنة"، مضيفا ان "الشيعة والسنة سيفشلون مخطط الإرهابيين بتوحدهم وتعاضدهم". بدوره دعا النائب المستقل سلطان الشمري الحكومة الى "الضرب بيد من حديد". وكانت المحاكم الكويتية خلال الاسابيع الماضية حاكمت عددا من الاشخاص بتهمة الانتماء الى تنظيم الدولة الاسلامية، وحكمت على واحد منهم على الاقل بالسجن سنوات عدة. وأقرت الكويت في الآونة الأخيرة تشريعا يسمح بوضع كاميرات الأمن في الأماكن العامة. وقال متحدث باسم الشركة الكويتية الوطنية للنفط إن الشركة تشدد إجراءات الرقابة والتفتيش لدعم الأمن في الشركة على إثر الهجوم على المسجد.