أمام تشبث ايران بسياستها العدائية تجاه البلدان العربية وخاصة الخليجية منها لا خيار امام العرب سوى التوحد في صف واحد وعلى كلمة واحدة لصد النفوذ الايراني المترامي في المنطقة وحماية الامن القومي العربي. ويبدو ان القادة العرب على درجة كبيرة من الوعي بضرورة اتخاذ اجراءات مشتركة لتحقيق هذه الاهداف وهو ما ترجم في الاجماع العربي على تصنيف حزب الله اللبناني احد ميليشيات ايران في المنطقة تنظيما ارهابيا.
اجماع يؤكد مراقبون بانه رسالة واضحة وقوية لايران وميليشياتها بان طموحاتها التوسعية ستتحطم على اسوار الوحدة العربية.وكالة الاناضول رصدت مواقف عدد من السياسيين والمحللين العرب في هذا الاطار حيث نقلت الوكالة عن رئيس حزب "جبهة الإصلاح" التونسي، رشيد الترخاني تاكيده أن " هناك "محاولات إيرانية لاختراق أمن بعض الدول العربية عن طريق حزب الله، بوصفه يد إيران الضاربة في المنطقة".
وهو نفس الموقف الذي يشاركه فيه رئيس "تيار الولاية" اللبناني، علي نايف شمص، والذي اكد ان "حزب الله لعب دوراً في زعزعة الأمن الداخلي للدول الخليجية عن طريق خلايا أمنية تعمل لصالحه".
يذكر ان الاجماع العربي بتصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي انطلق من قرار مجلس التعاون الخليجي في 2 مارس/ آذار الجاري والذي اصدر بيانا في الغرض قبل ان يصادق مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس بعد أيام على القرار ويأتي بعد ذلك بأيام القرار الصريح والقوي من جامعة الدول العربية بتصنيف ذراع ايران في المنطقة تنظيما ارهابيا بالاجماع كل الدول العربية باستثناء لبنان والعراق اللذان تحفظا على القرار والجزائر التي ابدت ملاحظات على هذه الخطوة.
ويفتح القرار العربي بتصنيف حزب الله تنظيما ارهابيا الباب على عدد من الفرضيات حول الخطوات العربية القادمة التي تستند لهذا القرار حيث يعتقد المحلل السوري وجيه السمان ان القرار العربي "خطوة للتمهيد لشرعية أكبر في تدخل عربي واسع في سوريا".
فيما يذهب الباحث اليمني في الشؤون الإيرانية، علي البكيري في حديثه للاناظول الى ان هذا القرار في حاجة الى اجراءات عملية على ارض الواقع لتأكيد وحدة الصف العربي ولجم التهديدات الايرانية في المنطقة العربية.
الى ذلك يعتقد عدد من المراقبون ان القرار والاجماع الخليجي والعربي رسالة واضحة لايران وميليشياتها في المنطقة ان مطامع ايران التوسعية في المنطقة ستقابل بقوة ووحدة الصف العربي مع الاحتفاظ بطريقة ونوعية الرد على سياسة الفوضى الايرانية في المنطقة.