#مهرجان_الملك_عبدالعزيز_للإبل .... رمزية المكان وعالميته

عندما تكون واقفاَ في نقطة الوسط الجغرافي في منطقة (الرمحية)التابعه لمركز رماح الذي يبعد عن مدينة الرياض (160كيلاً) .  سوف يأخذك الشاخص البصري بامتداد افقي حول صحراء شاسعة تلفها الرمال الناعمة من كل اتجاه تقابلك ارض منبسطة وأشجار متناثرة من(الأرطاة) الخضراء لتشكل تناغماً عجيب مع انعكاسات اشعة الشمسفتمد لها ظلالاً وارفه تدعوك بكرم أن تستظل فيها بأمان .

 في هذه النقطة من صحراء الجزيرة العربية سوف تكون وقتها قد اكسبتك روعتان , (روعة المكان . وروعة تاريخ) هذا المكان الذي انطلقت منه جيوش الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله في بداية القرن الماضي وبعد فتح الرياض عام 1902م 1319هـ الى افاق اوسع منالجزيرة العربية ليوحد اطرفها عبر مسيرة كفاح اخذت من عمرة يرحمه الله 32 عاماً. 

في هذا الشتاء انطلقت من (الرمحية) فعاليات مهرجان (الملك عبدالعزيز للإبل) حيث شكل الابل اهمية عظيمة في حياة الانسان في الجزيرة العربية وكان رمزًا أصيلاً لحياةِ الصحراء العربية. 

سجل المهرجان في رؤيته ورسالته أن - الابل ارتبطت بتاريخه وحياته على مر العصور والحضارات ، فحين كان ابن جزيرة العرب يعتمد على معطيات الطبيعة بشكلٍ أكبر حضرت الإبل بقوةٍ في تفاصيل حياتهاليومية. وحتى مع التمدُّن الحديث، لم يستغنِ الإنسان العربي عن الإبل فبعد أن كانت شريكًا في سابق الأيام أصبحت أيقونةً أساس لتراثه وحياته واقتصاده.

لذا اتخذ الكثيرون ممن يرتبطون بالجزيرة العربية من الجمل رمزاً لحياتهم، وراحوا يستعيدون به ذاكرة المكان، ويحيون تفاصيله كافةليكون شريكاً تراثياً دائماً معهم. إضافةً إلى ما يمدهم بمصدرٍ غذائيٍ مهم، من لحوم وحليب وجلود، ومورد اقتصادي متجدد.

كما أن رُعاة الإبل على مرِ عصور التاريخ في الجزيرة العربية؛ كانت لهم صفات يتميزون بها عن غيرهم ممن لا يرعونها، لعل أبرزها الاعتزاز الذي يرتسم بطباعهم بدرجة أكبر من غيرهم، وثقتهم بالإبل، باعتباره الحيوان الذي يُشركونه في منظومة الفخر والعِزةِ التي يتغنون بها.

وفي ظل هذا الاهتمام؛ بات للإبل صفات لا يميزها إلا عرب الجزيرة العربية أكثر من غيرهم، وطِباع لا يتعامل معها إلا هُم. لذا لا ينظرون إلى هذا الحيوان نظرة أي إنسان آخر لم يسبق له معرفته والتعامل معه، فهم الوحيدون الذين يستطيعون التمايز بين جملٍ وآخر أو ناقةٍ وأخرى فصارت لديهم مقاييس خاصة يعرفون الإبل بها .

السعودية حرصت على تنظيم المهرجان بشكل ثقافي واقتصادي ورياضي متنوع يعزز المشاركة ويؤصل الموروث وينشر الوطنية ويعكس العمق الحضاري في تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية. 

في هذا الشتاء جاء افتتح المهرجان في نسخته الثانية المطورة بشكل جذري عما سبق لمهرجانات مزاين الابل التي بدأت قبل نحو 15 عاماَ الماضية ولكن بشكل مغاير عما الفوه الناس سابقاً حيث تم اعادة صياغة المهرجان و تحديث كافة فعالياته المتعددة بما يتماشى مع الفكرة العامة بأن يكون عالمياً .في السنوات القادمة.

اقتراحي هنا وحتى تكمل ايقونة (الابل حضارة) أن يضم المهرجان موقعاً ( لنادي الابل) الذي تم الموافقة على تأسيسه مؤخراً حتى يتم التعريف به وتفعيلة حتى يأخذ حقه الاعلامي في الانتشار وخاصة انه يعتبر اول ناد مخصص للإبل على مستوى العالم وان يثري بتواجده ايام المهرجان التي تستمر شهر جميع زوارة ومحبيه.