الحوثيون يصعّدون والعالم قلق

تمكن المتمردون الحوثيون من السيطرة على أجزاء من مدينة ومطار تعز ثالث أكبر المدن اليمنية. وتشير تقاريرأمنية إلى أن الحوثيين يدعمهم مقاتلون موالون للرئيس السابق على عبد الله صالح، وأكد شهود عيان أنّهم شاهدوا مقاتلين حوثيين بزي عسكري يصلون إلى المطار. وأكدت مصادر عسكرية وشهود عيان لـ بي بي سي أنّ رتلا يتكون من خمسين دبابة من نوع (T 62) غادرت صنعاء منطلقة من معسكر تابع لقوات الحرس الجمهوري التي باتت تعرف بقوات الاحتياط في اتجاه تعز التي تقع بين العاصمة صنعاء وعدن جنوب البلاد. ورجح المصدر العسكري أن تكون تلك التعزيزات لمساندة الحوثيين بهدف اجتياح الجنوب انطلاقا من مدينة تعز،. وبدوره قال الناطق الرسمي للحركة الحوثية محمد عبدالسلام في تصريحات له أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تحالف تنظيم القاعدة مع الرئيس عبدربه منصور هادي. وكان من المقرر أنّ يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا عن الوضع الأمني في اليمن الأحد، إلا أنّ تقريرًا لروسيا اليوم أفاد مراسلنا بتوقف جلسات الحوار بين القوى السياسية اليمينة، ومغادرة المبعوث الأممي جمال بنعمر صنعاء بشكل مفاجئ. ودعت إيران اليوم الأحد الرئيس عبدربه هادي إلى التنحي عن منصبه لمنع إراقة المزيد من الدماء في البلاد. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله "التوقعات هي أن الرئيس هادي سيستقيل بدلا من تكرار الأخطاء ولعب دور بناء في الحيلولة دون انقسام اليمن وتحويل عدن إلى ملاذ للإرهابيين" بحسب رويترز إلا أنّ زعماء ومسؤولون أمنيون في دول خليجية عربية أعربوا عن تمسكهم بهادي رئيسًا شرعيًا لليمن واستعدادهم لبذل كافة الجهود للدفاع عن أمن البلاد، مؤكدين أنّ أمن مجلس التعاون وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ" وحذر وزير الداخلية السعودي وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف من انزلاق اليمن في نفق مظلم سيترتب عليه عواقب وخيمة ليس على اليمن فحسب بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين. وكانت الولايات المتحدة أعلنت ،السبت، سحب قواتها من اليمن لتدهور الوضع الأمني على خلفية إعلان جماعة الحوثي التعبئة العامة،ومطالبتها المؤسستين الأمنية والعسكرية بالتصدي لما سمتها بـ "الحرب القذرة". وتأتي هذه الدعوة بعد دقائق من خطاب متلفز للرئيس عبد ربه منصور هادي دعا فيها الحوثيين بسحب جميع المليشيات المسلحة وإخلاء المقار الحكومية والأمنية التي سيطروا عليها، وانسحابها من صنعاء وبقية المدن، وكذلك إعادة الأسلحة المنهوبة من المعسكرات، مشددًا على تمسكه بوحدة البلاد ورفضه لـ "انقلاب" جماعة الحوثي. وبدء الصراع في اليمن منذ العام الماضي عندما بسط الحوثيون سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء وأطاحوا بالرئيس عبد ربه منصورهادي الذي يسعى الآن من مقره في عدن للعودة. وتقدم الحوثيون صوب المناطق السنية في وسط وغرب اليمن مما أدى إلى اشتباكات مع القبائل المحلية وتنظيم القاعدة وتأجيج حركة انفصالية في الجنوب الأمر الذي يثير مخاوف من انزلاق البلاد صوب حرب أهلية اشتد الصراع على السلطة في اليمن يوم الخميس إثر اشتباك موالون ومعارضون لهادي بالأسلحة في عدن. أعقبه تفجيرات استهدفت مسجدين للحوثيين يوم الجمعة أسقطا نحو 140 قتيلا مما أثار توترات ودفع الحوثيين إلى اعلان التعبئة العسكرية.