في عام ١٩٨٦ كانت الولايات المتحدة الأمريكية محطته التعليمية، والتي منها بدأت ملامح الحلم لمالك الخيل السعودي خالد بن مشرف بن مطلق، في تفعيل مهنة والده كمالك ومدرب الخيل، والخروج بها من نطاق الهواية إلى الإحتراف، خصوصا بأنه كان على أرض صناعة الخيول المهجنة الأصيلة، والممولة بخيول سباقات السرعة للمضامير العالمية، وبأرقام عالية جداً تؤثر وتتأثر بالإقتصاديات المختلفة.
وأثناء تلك الفترة وبطبيعة عشقه الأبدي للخيل، كون علاقات مؤثرة هناك مع ملاك ومدربين وخياله بأسلوب سهل وممتنع، فالطالب في نهاية الأمر من الصعب أن يدخل هذا المجال إلا كعاملا فيه، فالوقت لا يزال مبكرا لذلك الفتى الحالم بإمتلاك شركة خاصة تهتم بالإستثمار في الخيل ومنتجاتها.
ظلت تلك العلاقات ثابتة بمجرد عودته للوطن في مطلع التسعينات الميلادية، وبدأ العمل بتلك التجربة على نطاق محلي كواحد من أشهر العائلات المهتمة بسباقات الملز التاريخية، ومنها كانت مرحلة مهمة في محاولة تحقيق فكرته في العمل على إستقطاب المدربين والخيالةوإدارة ما يطلبه والده آنذاك،في الوقت الذي لا تزال الروح باقية للفكرة والحلم الأمريكي في عالم صناعتها الباذخ!.
لم يكن يدور في خلده أن البقاء في السباقات السعودية قد يمتد إلى أكثر من ذلك، حيث كانت الأنظار تتجه إليه من قبل رجال أعمال سعوديون لتأسيس إسطبلات على نطاق محلي، وكان وعده بالنجاح فاعلا بعد أن حققت تلك الإسطبلات نجاحات مضيئة في الميدان السعودية من خلال كبرى البطولات بالميدان ومبيعات مليونية أسهمت في بقائها على أرضية صلبة، وحجزت لها مكانا بارزا بين نظيراتها، وأسهم ذلك له على الصعيد الشخصي فتح علاقات جديدة في البلاد الأوروبية مع رجالات صناعة الخيل فيها.
أستمر الحلم الاول في الحراك العاطفي والوجداني الذي بداخله، في تدشين الشركة الأولى سعوديا في الإستثمار الفروسي، فقط كان ينتظر المحفز الحقيقي الذي سيدعم فكرته ويعزز من نجاحها، حتى أطلت على العالم الرؤية السعودية ٢٠٣٠ مع فارسها الهمام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت جميع جوانب الشأن السعودي ومنها الرياضات بكافة أنواعها. يقول عن ذلك" الرؤية ستفتح للشباب الأفق، لقد حان الوقت، نعم قد حان إنها شركة أناف".
أطلق خالد بن مشرف شركته والأمل في قمة نضوجه، ليستفتح ذلك بعقد أكثر من ١٥ صفقة لشراء أمهار صغيرة من أعرق المزادات العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية، الحضن الأول للفكرة ومطلقا في الوقت ذاته أسم نيوم على أحد هذه الخيول، هنا يشير " عندما كنت في الصيف الماضي في أمريكا كانت اصداء الإصلاحات الإقتصادية التي عمل عليها الأمير محمد بن سلمان تأخذ حيزا مهما حتى في وسط الفروسية هناك في معقل الخيل بولاية كنتاكي، وهنا جاءت فكرة الأسم"
لم يكتفى هذا المالك للخيل مع طموحه الجامح بما أسسه في أمريكا، ليقفز إلى أوروبا بنفس النمط، بل وكان الأول سعوديا في إستهداف الإستثمار الفروسي في القارة الأسترالية، إلى جانب بلورة مستقبل إسطبله داخل السعودية بشكل مختلف ونوعي، معللا ذلك بأن الإستثمار في صناعةالخيل يتطلب التنوع، وكل المزادات والبلدان تصنع أبطالا في المستقبل، وكان إستشعاره بأن الفروسية ستنهض من جديد نحو العالمية قبلة أمله الجديد مع إعلان معالي رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة العامة تركي آل الشيخ عن بطولة الملك عبدالعزيز الدولية للخيل البطولة الأغلى والأكبر وخطوته الإستباقية بذلك، تأكيدا على أن الرؤية السعودية٢٠٣٠ والمستقبل المشرق للموروث الرياضي سيكون حاضرا بشباب الوطن.