2015-10-10 

الأزمة الليبية ما بين حرب في طرابلس وحوار في الصخيرات

الفرنسية

برغم المفاوضات الجارية في المغرب بين طرفي النزاع بليبيا، ومقترحات البعثة الأممية لحلحلة الأزمة الليبية التي تدخل عامها الخامس، تشهد ليبيا ميدانيا صراعا عسكريا بين الأطراف دون الالتفات إلى تحذير البعثة من أن الأعمال العسكرية قد تعرقل الحوار في المغرب حاليا. وتخوض القوات الموالية لطرفي الازمة في ليبيا مواجهات في مناطق عدة، تشمل منذ ايام مناطق قريبة من العاصمة من جهة الجنوب، قالت الحكومة المعترف بها دوليا انها بداية لعملية عسكرية تهدف الى "تحرير طرابلس". وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بمقتل سبعة عسكريين ليبيين الثلاثاء في هجومين انتحاريين استهدفا نقطتي تفتيش في مدينة بنغازي شرق البلاد، بعد ساعات قليلة من اقتراح الامم المتحدة على اطراف الازمة المستفحلة الدخول في مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة. وقالت البعثة في بيان تلقت الفرنسية نسخة منه وصدر بعد زيارة قام بها رئيسها برناردينو ليون إلى طبرق وطرابلس أن هذه الافكار جاءت "في اعقاب اسابيع من النقاشات مع كافة الاطراف وفي ضوء الوضع العسكري المتدهور". وشددت البعثة على أن هذه الافكار، التي ذكرت انها ليبية، لا تهدف الى تقديم "تفاصيل ملموسة أو حل نهائي للازمة (...) غير انها تشكل ركيزة يمكن للاطراف العمل بالاستناد اليها". وتشمل هذه المقترحات تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة، يعملان الى جانب "مجلس للنواب (...) يعد الهيئة التشريعية يمثل جميع الليبيين في اطار التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية وبمشاركة الجميع". وتشمل أيضا تشكيل مجلس أعلى للدولة، وتفعيل الهيئة الخاصة بصياغة الدستور، على أن يتم في مرحلة لاحقة من المحادثات تشكيل مجلس للامن القومي ومجلس للبلديات. وقالت البعثة الاممية أنه "سوف يتم تمديد فترة عمل هذه الهيئات خلال المرحلة الانتقالية الجديدة التي ستتفق الأطراف على مدتها والتي ستنتهي بإجراء انتخابات جديدة بعد الموافقة على الدستور وإجراء الاستفتاء". وحذرت من أن ليبيا تواجه خطر "توسع انتشار المواجهات وتعمق الانقسامات وعندها سيشكل الارهاب وتناميه تهديدا خطيرا على البلاد والمنطقة"، مشددة على أنه "ليس بمقدور ليبيا الانتظار اكثر من ذلك للتوصل الى تسوية". وذكرت البعثة أن ليون الذي عبر الاثنين عن اعتقاده بوجود "فرصة" بان يقترح البرلمانان المتنازعان "اول الاسماء" المطروحة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية "الاسبوع الحالي"، عاد الى الصخيرات في المغرب حيث تنعقد جلسات الحوار السياسي الليبي "على أمل أن تكون الأطراف مستعدة لتسريع المباحثات". والتقى ليون في طرابلس فجر الثلاثاء اعضاء في المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية للسلطة الحاكمة في طرابلس والذي تعتبره الحكومة المعترف دوليا برلمانا منحلا. وقبيل زيارته الى العاصمة، قام ليون بزيارة سريعة الى مدينة طبرق، حيث التقى وزير الخارجية الليبي محمد الدايري في مطار المدينة و"بحثا الحوار وسير المحادثات"، بحسب ما افاد فرانس برس مصدر في وزارة الخارجية الليبية. وذكر مصدر حكومي آخر أن ليون اكتفى بلقاء الدايري في مطار طبرق من دون أن يخرج منه ويتوجه للقاء اعضاء في البرلمان كما كان متوقعا، بعدما نظمت تظاهرة في محيط المطار طالبت بعثة الامم المتحدة بوقف الحوار مع "الارهاب". من جهته قال سمير غطاس المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة لفرانس برس ان "الزيارة الى طبرق كانت جيدة والهدف كان ايصال رسالة الى رئيس مجلس النواب وقد تم ذلك"، مضيفا ان "مجلس النواب وجه رسالة ايجابية" حول جهود البعثة الدولية والحل المقترح. لكن النائب طارق الجروشي في البرلمان في طبرق أكد لفرانس برس في هذا السياق أن السلطات المعترف بها دوليا ترفض اقتراح أسماء للمشاركة في اية حكومة مقبلة "إذا لم يكن مجلس النواب (في طبرق) الجهة التشريعية الوحيدة التي يحق لها منح الثقة للحكومة المقبلة". ومساء الثلاثاء، عقد ليون بعد عودته من جولته اجتماعات في منتجع الصخيرات في المغرب مع وفدي برلمان طبرق والمؤتمر الوطني العام، اضافة إلى مقاطعي برلمان طبرق ومجموعة المستقلين، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وتشهد ليبيا منذ سقوط النظام السابق عام 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان سبق وأن انتهت ولايته يديران العاصمة طرابلس بمساندة مجموعات مسلحة تعمل تحت اسم "فجر ليبيا". ويجري طرفا الصراع حوارا في المغرب لحل النزاع.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه