بعد شهور من الاقتتال والمفاوضات المضنية، وقعت أطراف الصراع في ليبيا الأحد بالأحرف الأولى على مسودة اتفاق السلم والمصالحة المقترحة من الأمم المتحدة. لكن هذا التوقيع بقي ناقصا، إذ رفض برلمان المؤتمر الوطني برلمان طرابلس المواز التوقيع. وعقدت بعثة الأمم المتحدة حفلا لتوقيع اتفاق السلم والمصالحة في منتجع الصخيرات السياحي جنوب العاصمة الرباط. ووفقا لدويتش فيله حضر حفل التوقيع وفد برلمان طبرق المعترف به دوليا، وممثلون للمجالس البلدية لمدن مصراتة وسبها وزليتن وطرابلس المركز ومسلاته، إضافة إلى ممثلين لأحزاب سياسية، وكذلك ممثلين للمجتمع المدني ونواب مستقلين ومنقطعين. وأشرف على حفل التوقيع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار. ويضع الاتفاق الأممي -رغم غياب المؤتمر الوطني العام أحد الأطراف الرئيسيين للنزاع -البلاد على طريق طويل قبل الوصول إلى حل نهائي للصراع على السلطة . ووفقا لدويتش فيله قال برناردينو ليون المبعوث الأممي من أجل الدعم في ليبيا قبل التوقيع "إن اتفاق الصخيرات سيضع حدا للصراع الذي عم البلاد لشهور عديدة. هي خطوة واحدة فقط، لكنها مهمة جدا على طريق السلام". وأوضح ليون أن "الباب يبقى مفتوحا لأولئك الذين اختاروا أن لا يكونوا هنا الليلة رغم أنهم لعبوا دورا حاسما في تطوير هذا النص"، مضيفا "أنا واثق بأننا سنقوم في الأسابيع المقبلة بتوضيح القضايا، التي لا تزال مثارا للجدل". ووفقا لرويترز برر المؤتمر الوطني العام رفضه هذه المسودة لـ "غياب نقط جوهرية" فيها، مؤكدا رغم ذلك استعداده للمشاركة في جلسات جديدة للحوار في المغرب. وفي رسالة موجهة إلى ليون قبيل توقيع الاتفاق، أوضح رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين أن المؤتمر مستعد لإرسال وفده من جديد للمشاركة في جولات للحوار على أن يكون الهدف "تقديم التعديلات" التي يراها مناسبة، أو "بحث أسس وآلية جديدة". وبحسب رويترز بموجب الخطة تتولى حكومة وفاق وطني السلطة في ليبيا لمدة عام . وسيرأس مجلس الوزراء رئيس للوزراء ومعه نائبان وتكون له سلطة تنفيذية. وسيكون مجلس النواب الهيئة التشريعية وهي خطة واجهت معارضة من المؤتمر الوطني العام. وأوضحت الأمم المتحدة أنه "سيتم معالجته تفصيلا بأحد ملاحق الاتفاق ". و يقول مسؤولون غربيون إن محادثات الأمم المتحدة هي الأمل الوحيد لوقف القتال بين الجماعات المتحالفة مع الحكومتين والبرلمانيين اللذين يتنافسان على السلطة بعد أربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي. ويذكر أن مسودة الاتفاق، ورغم توقيعها في الصخيرات، إلا أن إقرارها رسميا من قبل السلطات المعترف بها لا يزال يحتاج إلى تصويت داخل البرلمان في طبرق. وفي ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في 2011، سيطر تحالف يعرف باسم فجر ليبيا على العاصمة طرابلس وأعلن تشكيل حكومة خاصة به ،وبرلمان وحكومة يعترف بهما المجتمع الدولي ومقرهما مدينتا البيضاء وطبرق في الشرق. ويتنازع الطرفان السلطة وتدور يوميا بين القوات الموالية لهما معارك في العديد من المدن والبلدات خلفت مئات القتلى منذ عام واستغل تنظيم الدولة الإسلامية الصراع على السلطة بزيادة وجوده في ليبيا ، وأعدم عشرات المسيحيين وهاجم سفارات. وحصدت الحرب الأهلية في ليبيا أرواح المئات منذ السنة الماضية مع تقسيم البلاد إلى دولتين.