كشف باحث إيراني عن مساعي أطرافا سعودية وإيرانية لا تريد أن تصل الأمور إلى حد المواجهة بين البلدين. وقال رئيس مركز الدراسات الإيرانية العربية الدكتور علي نوري زاده في حوار لشبكة دويتش فيله الألمانية إن نداءات كثيرة من الساسة الإيرانيين وجهت الى المرشد الاعلى علي خامنئي من أجل تلطيف الأجواء مع الرياض، مذكرة إياه بتدخل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في اليمن، والذي فشل هناك "بالرغم من الدعم العربي اللا محدود له في تلك الفترة". ونشرت الشبكة الألمانية تقريرا عن المواجهة السعودية الإيرانية في المنطقة بعنوان " أزمة اليمن.. إختبار قوة جديد بين الرياض وطهران"، اعتبر أن سياسات إيران هو بمثابة تطويق للسعودية عند حدودها الجنوبية والشرقية ويجعلها في تماس مع "الخطر" الشيعي، مما يقابله تباطؤ من جانب الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد. ويقول رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" اللندنية عبد الباري عطوان في حوار له مع الشبكة إنه " لو نظرنا إلى الخارطة السياسية، سنجد كيف أن إيران أصبحت لاعبا رئيسيا، في كل من العراق، وسوريا ولبنان والآن في اليمن، في حين أن الدور السعودي ينكمش باستمرار، بحيث أصبحت القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط هي تركيا وإيران وإسرائيل". فيما يرى الخبير الإيراني أنه وبالرغم من الفقر الذي تعانيه إيران والمشاكل الكبيرة في إيجاد فرص العمل للشعب الإيراني، تبذل الحكومة الإيرانية الأموال "من أجل أهداف سياسية توسعية". واستغرب زادة التدخل الإيراني في اليمن وتساءل قائلا "ما هو الرابط الموجود بين إيران واليمن؟ وهل تملك اليمن الأموال والنفط لتكون مطمعا لإيران؟". ويرى زاده أن هدف إيران "الوحيد هو إيذاء السعودية". وبالنسبة لليمن، يرى زادة بأن السعودية تملك نقاط قوة عديدة في مواجهة إيران هناك، فقربها الجغرافي مع اليمن، وحدودها المشتركة سيمكنها من التدخل العسكري عن طريق قوات درع الجزيرة. هذا بالإضافة إلى أن وجود عشرات ألاف اليمنيين في السعودية أوجد روابط متينة بين البلدين. إلا أن عطوان يخالفه الرأي لأن أي تدخل سعودي في اليمن سيكون بمثابة "انتحار" للقوات السعودية المشاركة. ويرى عطوان بأن السعودية ودول الخليج قد تلجأ لقصف جوي محدود لأماكن تجمع القوات الحوثية، وذلك لنصرة الرئيس هادي.