في الوقت الذي بدأت فيه كندا تستشعر قوة الإجراءات العقابية السعودية، تكافح الشركات الألمانية للبقاء أمام الخسائر التي تكبدتها بسبب أزمة مماثلة بين الرياض وبرلين.
قناة دوتشي فيله الألمانية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن تدابير عقابية مماثلة لتلك التي أعلنتها السعودية ضد كندا خلال الأسابيع الماضية، تسببت في خسائر فادحة لشركات الأدوية الألمانية بسبب الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبرلين والتي تسبب فيها وزير الخارجية الألماني السابق سيجمار غابرييل ، عندما أطلق مزاعم بأن الرياض تحتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وعلى الفور استدعت الرياض على الفور سفيرها في برلين ، وقالت للحكومة الألمانية إن التعليقات "مخجلة"، قبل أن تعلن في مايو ، تجميد مشاركة الشركات الالمانية في كل المشاريع الجديدة في المملكة.
و قد إستبعدت السعودية العديد من شركات التكنولوجيا الطبية والأدوية الألمانية ، بما في ذلك شركة سيمنز هيلثنيترز ، وباير ، وبويررينجر إنغلهايم ، من مناقصات الرعاية الصحية العامة في المملكة وفق التقرير
وفي ذات السياق أكد مصدر في صناعة الأدوية الألمانية أن السلطات السعودية لم تقدم أي تفسير مكتوب حول الاستبعاد ، وأنه لا يوجد مسار واضح ألماني لحل هذه المسألة.
وقال المصدر إن الخسائر التي لحقت بالشركات الألمانية بلغت مئات الملايين من اليورو فيما أكدت وكالة رويترز ، هذا الأسبوع ، أن الاتحادات التجارية الأوروبية والأمريكية قد كتبت شخصيا إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقد يهدد النزاع الآن قطاعات أخرى من الاقتصاد الألماني إذا لم يستطع الدبلوماسيون إيجاد طريقة لإعادة بناء العلاقات وفق التقرير.
من جهه حذر يورج كرونور ، رئيس تحرير موقع العلاقات الخارجية الألمانية ، من أنه "إذا لم يتم حل الأزمة و في حال استمرت المملكة العربية السعودية في رفض الشركات الألمانية ، فستفقد برلين العقود المربحة لبلدان أخرى".
وأكد كروناور أن الشركات الألمانية تأمل في تقديم عروض لمشاريع داخل مدينة المستقبل السعودية NEOM ، مضبيفا "تريد الحكومة الألمانية الآن تسوية النزاع دون أن تفقد الكثير من ماء الوجه...حيث اتفق الجانبان على تسوية الأزمة بيان مشترك في مايو ، ولكن لم يحدث سوى القليل منذ ذلك الحين".