تحليل الخافي لما يجري بالمنطقة وعلاقة بعض أطراف المجتمع الدولي بمخطط تدمير دول المنطقة وتفتيتها، يظهر أن هناك موقفين لذلك المجتمع ومبعوثيه الذين ائتمنوا على إيجاد حلول للإشكالات القائمة (لن يجدوا برغبتهم حلولا للإشكالات قط) أولها معلن وهو الاعتراف بالحكومات الشرعية كما هو الحال مع حكومة عبدربه في اليمن وعبدالله الثني في ليبيا، والعمل في الوقت ذاته في السر على دعم المعارضة والتأكد من عدم هزيمتها على يد القوات الشرعية. وتستعين بعض القوى التي لا تنوي الخير لدول المنطقة بشخصيات كحال البعثي علي عبدالله صالح الذي تطل أياديه من كل شر أصاب ويصيب اليمن والامة العربية بعد ان وصل للحكم بعد سلسلة اغتيالات مشبوهة قام أو ساهم فيها كحال اغتيال الرئيسين الشماليين ابراهيم الحمدي واحمد الغشمي والرئيس الجنوبي سالم ربيع عامي 1977 و1978 ليصل بعدها صالح للحكم ويبقى، والحقيقة ان قوة الحوثيين المؤثرة في اغلبها هي من قوات البعثي علي عبدالله صالح تماما كحقيقة ان قوة «داعش» المؤثرة في العراق هي من قوات البعثي عزة الدوري. لقد كان الحوثيون ملتزمين بالسلام ضمن المشاركة في الحوار الوطني الذي وصل إلى مراحله الاخيرة ولم يتبق إلا الاعلان عنه، عندما قام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بدوره الشرير في مساعدتهم ان لم نقل أمرهم بالانقلاب على الشرعية والاستيلاء على صنعاء ثم خروجه على اتفاق غير معلن شاركت فيه قوى دولية وإقليمية مؤثرة يقتضي عدم تعرض الحوثيين لعدن، حيث دفعهم صالح إلى التصعيد ومحاولة اجتياز خط عدن الاحمر. إن مخطط صالح الذي جعل الحوثيين أداة بيده، كما جعل الدوري «داعش» لعبة بيد مخابراته، يهدف إلى تقسيم اليمن عبر إثارة الفتن الطائفية والقبلية والمناطقية بها. وهناك كما يقال أدوار خفية لأطراف يمنية تدعي العداء له وللحوثيين بينما تشارك في مخططه عبر تحضير القوات الشرعية وحلفائها للهزائم امام قواته، لذا فالواجب التخلص من أيادي صالح الظاهرة وبالتبعية الخفية عبر تعديل الاتفاق الخليجي الخاص به ورفع الحصانة عنه ومحاكمته على الدماء التي اهدرها. آخر محطة: (1) على الذين يمتدحون عاصفة الحزم من منطلق طائفي او عنصري ان يتوقفوا فلا أضر على «عاصفة الحزم» من نصرتهم وتجربة سورية تكفي وتزيد. (2) يصعب فهم رفض الخروج على الدولة بالعراق وقبوله باليمن، ورفض تحالف «داعش» مع البعثي عزة الدوري في العراق وقبول تحالف الحوثي مع البعثي علي صالح باليمن. () كذلك يصعب فهم قبول طلعات التحالف الغربي على «داعش» بالعراق ورفض طلعات التحالف العربي على الحوثيين باليمن، ورفض احتلال ميليشيا «داعش» للموصل والقبول باحتلال ميليشيا الحوثيين لصنعاء.. كيف يمكن تبرير هذه المعايير المزدوجة؟ لست أدري؟! * نقلا عن "الأنباء" الكويتية