تبادلت كلا من الرياض وطهران الاتهامات بشأن الوضع المتفجر في اليمن، في الوقت شهدت العاصمة اليمنية صنعاء فجر الثلاثاء لأعنف غارات جوية منذ بدء عملية عاصفة الحزم، وسقط مدنيون خلال غارات واشتباكات مسلحة في مناطق مختلفة من البلاد. وحذرت إيران الثلاثاء من أن "الهجوم السعودي" على اليمن يمكن أن يعرض الشرق الاوسط باكمله للخطر ودعت إلى "وقف فوري" للعمليات العسكرية. وقال مساعد وزير الخارجية الإراني حسين امير عبد اللهيان على هامش مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد في الكويت أن إيران تعتبر التدخل في اليمن "عدوانا خارجيا" سيؤجج التطرف في المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبد اللهيان قوله إن "نيران الحرب" ستدفع "كل المنطقة الى اللعب بالنار"، مضيفا أن "العمليات العسكرية يجب أن تتوقف فورا". فيما أنتقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعبارات شديدة الحوثيين والرئيس المعزول علي عبد االله صالح وإيران، واعتبرهم مسؤولين عن النزاع في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الفيصل قوله "إن ميليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) وبدعم إيران أبت ألا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق". وأضاف في كلمة له نشرها الحساب الرسمي لمجلس الشورى في تويتر "ان المملكة ليست من دعاة الحرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها". وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بتعرضت العاصمة اليمنية صنعاء قبل فجر الثلاثاء لاعنف غارات جوية منذ بدء عمليات القصف التي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين الذين تندد الرياض بدعم ايران لهم. وقد ركزت هذه الغارات الشديدة العنف على مواقع الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اصبح اليوم حليفا للحوثيين. وفي تصريحه الصحافي مساء الاثنين اقر المتحدث باسم قوات التحالف العربى المشترك "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد عسيرى ضمنيا بمسؤولية التحالف في الغارة التي اوقعت اربعين قتيلا على الاقل ومئتي جريح الاثنين في مخيم النازحين في المزرق شمال غرب اليمن. وقال ان "التحالف استهدف من قبل ميليشيات من منطقة سكنية واضطر طيران التحالف للرد" في اتجاه مصدر النيران وذلك ردا على سؤال حول ضربة ضد مخيم المزرق. واطلقت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان نداء كي يتمكن العاملون في المجال الانساني من العمل في كل آمان، بعد ان "قتل المتطوع في الهلال الاحمر اليمني علي عمر حسام الاثنين في محافظة الضالع الجنوبية فيما كان يقوم باجلاء جرحى". واوضحت اللجنة ومقرها في جنيف، في بيان "ان شحنة من المواد الطبية للجنة الدولية للصليب الاحمر تكفي لمعالجة 700 الى الف شخص يفترض ان تصل بالطائرة الثلاثاء لتوزيعها على المستشفيات في سائر ارجاء البلاد" بغية ان تتمكن من معالجة الجرحى.