منذ بدء عاصفة الحزم والتي كانت مفاجئة للجميع بكل المقاييس من حيث تحالفها السياسي والعسكري وتوقيتها مما كان لها اقسى الأثر على النظام لايراني وتبدد احلام الامبراطورية وهو يحاول ايقافها بشتى الوسائل. العاصفة بددت احلام نظام طهران الذي عمل بكل تفانٍ على دعم الحوثيين على طريقته في بناء حزب الله اللبناني ليكونوا مخلب القط في خاصرة المملكة ووكيلًا عن طهران على باب المندب احد اهم الممرات المائية في العالم بعد ان اعلن القوميون الفرس سقوط اربع عواصم عربية في ايديهم وان الامبراطورية الفارسية في طريقها إلى النهوض مرة أخرى وعاصمتها بغداد. القيادة السعودية نجحت في تشكيل تحالف عربي لإنقاذ دولة عربية من العبث الايراني وهذا المحور حسمته السعودية على الأرض وهو (المحور استراتيجي)، لكن بعد الضربة الأولى للحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بدأت مرحلة اخرى وهي تشكيل تحالف سياسي اوسع (محور تكتيكي) لدعم التحالف العسكري واهم دولتين في التحالف السياسي الذي تجتهد في تشكيله السعودية هما باكستان وتركيا. ما يهمنا في هذا المقال هو الموقف الباكستاني فبعد ان صوت البرلمان في إسلام اباد باتخاذ موقف الحياد من الحرب في اليمن، سوقت ايران وابواقها الاعلامية على مختلف المستويات من تويتر وحتى القنوات الممولة ايرانيًا هذا القرار بأنه ضربة موجعة للسعودية فاقرب حلفاؤها الاستراتيجيين قرر التخلي عنها في هذه الحرب. طار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من طهران إلى عدة عواصم اهمها مسقط وإسلام اباد للحصول على مواقف سياسية مهما كانت هزيلة لوقف عاصفة الحزم التي كسرت ظهر الحوثيين حليف نظام الملالي، وكما حصل ظريف على مصطلح هدنة انسانية في مسقط، اعطته إسلام اباد الحياد من الحرب في اليمن. موقف البرلمان في الباكستاني ليس الموقف النهائي للحكومة في إسلام اباد التي يرأسها نواز شريف السياسي المخضرم وصديق السعوديين، الذي يدرك اهمية السعودية التي انقذته عدة مرات آخرها عندما هبطت طائر ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز - آنذاك كان رئيسًا للاستخبارات السعودية - في سبتمبر (ايلول)من العام 2007 بالتزامن مع طائرة شريف في مطار إسلام اباد عندما هدد الرئيس برويز مشرف بقصفها في الجو، وثناه عن العودة إلى إسلام اباد، وعادت طائرة مشرف ادراجها وجنب الأمير مقرن باكستان يومها حادثة من طراز الجرائم السياسية. باكستان حليف استراتيجي للسعودية وموقف البرلمان لا يمثل وجهة النظر الباكستانية النهائية لعدة اعتبارات اهمها ان علاقة السعودية ليست مع الاحزاب والقوى السياسية التي يتشكل منها البرلمان وإنما مع المؤسسة العسكرية الباكستانية (الجيش) الذي يهيمن على الحياة السياسية في باكستان. الاعتبار الثاني ان الجيش الباكستاني قد يدفع الحكومة (السلطة التنفيذية) إلى اتخاذ مواقف تخالف مواقفها السابقة مثل الانخراط في الحرب لو احتاجت السعودية ذلك، فمنصب قائد الجيش بمثابة منصب الملك والجيش هو الحامي للحياة السياسية والديمقراطية الشكلية في باكستان. في حال اتخذت الحكومة مواقف تضر بمصالح باكستان فأن قائد الجيش يتدخل في هذه الحالة وقد يصل الأمر إلى الانقلاب على الحكومة كما حدث في عام 1977 عندما قاد الجنرال ضياء الحق انقلابًا ضد حكومة ذو الفقار على بوتو، وكما حدث في عام 1999 عندما انقلب الجنرال برويز مشرف على حكومة نواز شريف. تخوض القوات السعودية في الفترة الراهنة مع القوات الباكستانية مناورات صمصام 5 في منطقة جبلية إلى الشمال من منطقة الباحة، ومن هنا يمكن تحليل الموقف الباكستاني من السعودية والواقع الميداني خير شاهد على ذلك. تاريخيًا تعتمد باكستان على المساعدات السعودية التي تقدر - التقديرات غير رسمية - بحسب مراقبين بين 6 إلى 7 مليار دولار سنويًا تذهب إلى المؤسسة العسكرية فيما تلقت باكستان مساعدات سعودية ضخمة خلال فترة بناء برنامجها النووي وانتاج سلاحها او ما عرف وقتذاك بالقنبلة الاسلامية، ولا زالت التحليلات عن عمق العلاقة بين البلدين والدور السعودي في البرنامج النوووي الباكستاني تتناقل خبر زيارة وزير الدفاع السعودي الراحل، الأمير سلطان بن عبد العزيز، في عام 1999 و2002 لمركز البحث النووي الباكستاني التي تبرز العلاقة الدفاعية الوثيقة بين البلدين. ويحدثك ابواق ايران عن انفصام العلاقة بين السعودية وباكستان.
قال الشاعر إيليا أبو الماضي : أعللل النفس بالامال ارقبها ماضيق أعيش لو فسحت الامل الواقع غير والأمال غير وقال المثل المصري : الشمس ماتتغطى بغربال الموقف الباكستاني السلبي وضح وضوح الشمس . الصديق عند الضيق وماأكثر الاحباب حين نعدهم ولكنهم في النائبات قليل
استاذي الفاضل العلاقة السعودية البكستانية بينتها على خير صورة
استاذي الفاضل العلاقة السعودية البكستانية بينتها على خير صورة