بدا المفاوضون الإيرانيون والغربيون أكثر عزما عن ذي قبل للخروج بصيغة، حتى وإن كانت مؤقتة، لإتفاق يمهد لآخر نهائي بحلول 30 يونيو المقبل، حول برنامج طهران النووي، مما استلزم يومين إضافيين على المهلة التي انتهت سلفا منتصف ليل الثلاثاء الماضي، 31 مارس 2015. في لوزان السويسرية، التي شهدت مفاوضات مارثونية بين وزراء خارجية مجموعة خمسة زائد واحد من جانب ووزير خارجية إيران من جانب آخر، شهدت ميلاد الاتفاق الذي سيخضع لمراقبة خطوات تنفيذه خلال الثلاث شهور القادمة، ومع ذلك أعلن عن نجاح المفاوضات من عواصم تلك الدول، قبل عقد المؤتمر الصحفي بالمدينة السويسرية. واختار الغربيون والايرانيون وبينهم الرئيس حسن روحاني شخصيا، موقع تويتر، لاعلان التوصل الى اتفاق اطار اثر ايام من المفاوضات الماراتونية. واعلن الرئيس الايراني حسن روحاني في تغريدة على تويتر قبيل مؤتمر صحافي مشترك لايران والقوى الكبرى في لوزان ان "حلولا حول المعايير الرئيسية للملف النووي لايران تم التوصل اليها. ان صياغة (الاتفاق النهائي) ينبغي ان تبدأ فورا ليتم انجازه بحلول 30 يونيو". وأشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالاتفاق "التاريخي" مع ايران، مشيرا في الان نفسه الى ان ذلك لا يعني انتهاء العمل، كما نبه الى ان "العالم سيعلم" اذا مارست ايران الخداع، واعدا باجراء "عمليات تحقق غير مسبوقة" للبرنامج النووي الايراني. كما حذرت باريس من ان العقوبات ستفرض مجددا على ايران "اذا لم يطبق الاتفاق". واذ اشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بما اعتبره "اتفاق مرحلة ايجابية"، سارع الى التأكيد انه "يبقى عمل للقيام به". واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاتفاق في حال طبق سيساهم "في السلام والاستقرار في منطقة" الشرق الاوسط. وبحسب العناصر الاولية التي سربت عن مضمون هذا الاتفاق المبدئي فان قدرات ايران على التخصيب ستخفض لتحتفظ طهران بستة آلاف جهاز طرد مركزي يتم تشغيلها مقابل عشرة آلاف حاليا. كذلك، وافقت ايران على وقف تخصيب اليورانيوم ل15 عاما على الاقل في موقع فوردو الواقع في اسفل جبل. وسيخصص الموقع لتطوير برنامج للابحاث الطبية. واوضح الاتحاد الاوروبي ان العقوبات الاميركية والاوروبية على ايران سيتم رفعها بحسب مدى احترام ايران لتعهداتها. واعلن المفاوضون الاوروبيون والايرانيون الخميس ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيرفعان جميع العقوبات المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي عندما تتحقق الامم المتحدة من ان طهران تطبق الاتفاق الذي يحد من برنامجها النووي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان "الاتحاد الاوروبي سيوقف تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج ايران النووي، كما ستوقف الولايات المتحدة تطبيق جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة ببرنامج ايران النووي بالتزامن مع تطبيق ايران لالتزاماتها الرئيسية بعد ان تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ذلك". وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي اول من غرد على تويتر قائلة "انباء سارة" وذلك قبيل الساعة 17,00 تغ. تبعها وزير الخارجية الايراني محمد ظريف مؤكدا "تم التوصل الى حلول". ورحبت روسيا بتسوية لوزان، معتبرة انها تشكل اعترافا بالحق "غير المشروط" لايران في تطوير برنامج مدني مدني. بدورها، اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه بعد الاتفاق الاطار، فان المجتمع الدولي اصباح اقرب من اي وقت مضى الى "اتفاق يمنع ايران من حيازة سلاح نووي". وسرعان ما نددت اسرائيل بالاتفاق المعلن، وقال مسؤول اسرائيلي لم يشأ كشف هويته "انه اتفاق اطار سيء سيؤيد الى اتفاق (نهائي) سيء وخطير". وقبيل اعلان الاتفاق، راى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "اي اتفاق ينبغي ان يحد في شكل كبير من القدرات النووية لايران وان يوقف ارهابها وعدوانها". واثر الاعلان عن الاتفاق اوضح اوباما انه سيجري اتصالا هاتفيا بنتانياهو، في موازاة اعلانه انه سيدعو قادة دول مجلس التعاون الخليجي الى قمة في كامب ديفيد في الربيع. وعلى الرئيس الاميركي ان يواجه ايضا معارضي الاتفاق في الداخل. فقد اعرب جمهوريو الكونغرس عن شكوكهم واكدوا انهم سيواصلون المطالبة بالحق في الاطلاع على اي اتفاق نهائي في شأن البرنامج النووي الايراني. في المقابل، احتفل الشارع الايراني باتفاق طال انتظاره، ونزل مئات الايرانيين الى شوارع العاصمة طهران الخميس وسيروا مواكب سيارة في جادة والي عصر التي تجتاز العاصمة من جنوبها الى شمالها. ويتوج هذا الاعلان جولة مفاوضات دبلوماسية ماراثونية تباحث فيها المفاوضون ليلا نهارا للتوصل الى انتزاع تسوية تاريخية قبل ابرام اتفاق نهائي. وطوال ليلة الاربعاء الى الخميس وكامل نهار الخميس وبعد توقف قصير فجرا، تفاوض ممثلو ايران ومجموعة خمسة زائد واحد بشان الاتفاق المرحلي "سطرا سطرا"، بحسب مصادر قريبة من المفاوضات. واوضح دبلوماسي غربي قبيل الاعلان "انه اتفاق اطار وهو لا يعني تسوية المشكلة بشكل نهائي. انه يحدد المعايير الاساسية لاتفاق نهائي وتوضيحا كافيا لتفادي الالتباس قدر الامكان وجعل الخلافات مسيطرا عليها باكبر قدر".