يذكر المؤرخون أن نابليون عندما جاء إلي مصر فاتحا، وهو يحمل معه خططه العسكرية الحديثة، قابله المماليك بسيوفهم الصقلية وهم واثقون بأنهم منتصرون عليه. فكان أحدهم يلبس الطاس والدرع علي الطريقه القديمة، وهو شامخ بأنفه يظن أنه سينتصر اليوم كما إنتصر بالأمس علي حشود الفلاحين والمساكين . وأخذت الخيول تصهل، والسيوف تلمع، والغبار يثور ، فخيل إليهم أن نابليون ( الكافر القزم) سينهزم أمام شجاعتهم النادرة وعقيدتهم الجبارة .
أما نابليون فكان في تلك الساعه هادئا وقد وضع بين يديه ورقة يتأمل فيها . إنه كان يعد خطته في المناورة والتطويق وفي اللف والدوران . فهو يرسم خطا هنا ويضع نقطه هناك كأنه كان يلعب الشطرنج . وماهي إلا لحظه من لحظات التاريخ الحاسمه حتي وجدنا المماليك صرعي في التراب بجببهم الفضفاضه وشواربهم الطويله . فلم ينفعهم آنذاك حماسة أو ينصرهم هتاف .
هدوء نابليون في سياسته تذكرني بهدوء ورجاحة عقل " الملك سلمان" في ظل التحديات التي تواجه المملكه خاصه بما يخص الإرهاب والتطرف كذلك حرص الملك سلمان علي سياسة التحصين الأمني والفكري والبحث عن طرق جديدة لتفادي تداعيات ما يحصل في الدول العربيه من انفلات أمني وهشاشة سياسيه .
الملك سلمان لديه قدرة الحسم وتحقيق المصالحات العربيه إلى جانب ابتعاده عن أساليب المزايدات والانفعال، واعتماده على معالجة القضايا بالكثير من الهدوء والحكمة العقلانية والتبصر حتي يصل بالمملكه إلي بر الآمان .
نهاية المقال:
الشخص السليم هو ذاك الشخص الذي لاتنتقل إليه العدوي من أفواه الآخرين.