تتجه الأنظار إلى النفط السعودي كمنقذ وبديل عن النفط الإيراني، بعد إنهاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعفاءات شراء النفط الايراني على عدة دول، وهو ما يجعل السعودية الفائز الأكبر من القرار الأمريكي.
وكالة بلومبرغ أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن المملكة العربية السعودية هي الفائز الأكبر من فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
وأوضح التقرير بأن السعودية تستعد لرفع إنتاجها لتلبية جميع طلبات شراء النفط التي تلقتها في يونيو ، خاصة من الدول التي اضطرت إلى التوقف عن شراء النفط الإيراني، فيما من المنتظر أن تحذو دول الخليج العربي الأخرى ذات القدرة الإنتاجية الزائدة حذوها لكن بدرجات أقل.
وأضاف " لدى المملكة العربية السعودية مساحة كبيرة لتعزيز إنتاجها دون خرق أهداف الإنتاج التي وافقت عليها في النصف الأول من عام 2019 كجزء من صفقة أوبك + لإدارة إمدادات النفط. وقد أعطى هذا الترتيب للمملكة هدفًا قدره 10.3 مليون برميل يوميًا. وكان الإنتاج في أبريل أكثر من 500 ألف برميل يوميا أقل من هذا المستوى."
أما بالنسبة لبقية المنتجين العرب الآخرين فلن يستطيعوا التحرك بنفس الطريقة مثل السعودية، فبالنسبة لهم ، زيادة الإمدادات تعني خرق شروط اتفاق ديسمبر. لذلك ستكون استفادتهم طفيفة من العقوبات الأمريكية على إيران.
وأوضح التقرير " يعتبر الخام من جميع أنحاء الخليج العربي بديلاً افضل عن البراميل الإيرانية سواء من حيث الجودة والموقع، حيث سيعوض الإنتاج الإضافي بعض الضغوط على أسعار النفط من فقدان البرميل الإيراني. لكن هذه الدول لا ترغب في تقويض أسعار النفط ، ففي العام الماضي ، عززت هذه البلدان الإنتاج تحسباً لقيود أمريكية صارمة خفضت الصادرات الإيرانية إلى الصفر ، فقط للتعامل مع الإعفاءات التي سمحت لها بالاستمرار في تصدير ما لا يقل عن مليون برميل يوميًا. أما هذه المرة سوف يتفاعلون فقط مع النقص الحقيقي والطلبات الفعلية للحصول على كميات أكبر من عملائهم من أجل تجنب إغراق السوق بأسعار الخام غير المرغوب فيها ."
وفي سياق متصل يؤكد التقرير" يمثل المشترون الآسيويون مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند ، الأكثر تأثراً بنهاية إعفاءات الجزاءات ، أهم العملاء الذين سيضطرون لمضاعفة شحنات النفط القادمة من المملكة العربية السعودية. "
إلى ذلك يشير التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية لن تكون وحدها المستفيد من العقوبات على إيران، حيث رفع العراق سعر البيع الرسمي لخام البصرة الرئيسي الخفيف للعملاء الآسيويين إلى أعلى مستوى منذ عام 2012 ، في حين قدم درجة أثقل بأدنى خصم منذ طرحه في عام 2015. "
وختم التقرير بأن لدى دول المنطقة وخاصة السعودية ميزة أخرى هي أن ستقطع رحلة أقصر بكثير لنقل النفط إلى آسيا من الشرق الأوسط من أمريكا و "سيبقي هذا الطلب قويًا على براميل إضافية من المملكة العربية السعودية وأصدقائها ، ويسمح لهم بمواصلة صرف الأموال في حرب ترامب الاقتصادية على إيران."