تعيش المملكة حفظها الله وحماها في خطوات نقلة تاريخية من جميع النواحي. فسياسية الترفيه جاءت صارخة للفرد وللمجتمع بعدما كانوا نجوم هوليود مجرد صور على أغلفة المجلات العالمية وأخبار في القنوات العربية صدم المواطن الكادح بخبر زيارتهم لإحياء حفلات في داخل وطنه، ورءاهم عن مقربة منه ببعض أميال أمام ناظريه. الصدمة الحضارية هذه من المفترض أن تكون لصالح المجتمع السعودي المتلقي وأصحاب شركات الترفيه أيضاَ.
ذكرت الهيئة العامة للترفيه أن مجموع الحضور 8.2 مليون زائر لعام 2017. وأن المشاريع تناسب جميع الأذواق و الإهتمامات في جميع مناطق المملكة. فالمشاريع الترفيهية خلقت من أجل شقين ثقافي واقتصادي؛ فمن الناحية الثقافية: كان التركيز عالمياً ودولياً مع تجاهل الكثير من الأكفاء داخل السعودية الذين خرجوا بمواهبهم وعرضوها خارج البلاد، إذا كان الترفيه للسعوديين فعلى الترفيه أن يكون متنوعاً بعرض ترفيهي محلي ومن ثم دولياً.
أما من الناحية الاقتصادية: عدلت هيئة الترفيه مشكورة قائمة التذاكر لحضور الحفلات الغنائية التي جاءت وكأنها حسرة على المواطن البسيط الذي لا يستطيع السفر للخارج ولا حضور الفعاليات البرجوازية التي لا تتصل بعائلة متوسطة الدخل، حتى باتت العائلة تتوجه إلى النمطية والحضور في المولات أو الواجهات البحرية لمشاهدة نسخة من " مسارح مدرسية" على نطاق أكبر والمشاركات المفتقرة للترفيه وما تحمله من صخب وتحصيل حاصل كما يقول أهل البلد "تغير جو".
إذا هيئة الترفيه لم تقنع المواطن بحضور حفلاتها الراقية بسعر التذكر ولم تهتم بالأسر الكبيرة الذي يتكون عددهم من سبة إلى عشرة أفراد، ولم تهتم الهيئة بالأسر اليتيمة والفقيرة وكذلك الشرائح المجتمعية التي تعيش وتعتاش من دخل الضمان الاجتماعي!! السؤال المهم وهو الترفيه لمن؟! هل هو حكر على أصحاب الأموال فقط! أم خلق جو ثقافي لنعكس ذلك في الأخبار العالمية! أين إنعاش سوق الترفيه المحلي من فنانين وفرق استعراضية أين السعوديون من هذا الزخم والصخب الترفيهي.
من خلال المؤتمر الصحفي لهيئة الترفيه السعودية في حين اطلاقها لروزنامة 2018 أنها ستوفر مساهمات 224 ألف وظيفة جديدة والمباشرة منها نحو 114 ألف و110 ألف وظيفة غير مباشرة ومشاركة أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة في تنظيم الفعاليات. فالشركات التي توقعت أن ساعتها الذهبية دقت، وأنها سوف تقوم بعملها الذي كان يتخذ إجراءات كثيرة وطويلة من جهات حكومية مختلفة من تصاريح وغيره، إلا أنها تعيش في عالم ظلامي يسمى بـ " الأحزاب الشليلة" حيث أن الجهات المنفذة باتت نفسها الشركات التي تكرر وتمسك بزمام الترفيه ولسان حالها يقول " ما في هالبلد إلا هذا الولد" أين الفرص للشركات الأخرى! وكيف يتم اختيارهم على أي مقياس! العمل على سلاسة الترفيه الحقيقي لكافة أطياف المجتمع من صانع حدث وحاضر الحدث الترفيهي يحتاج للسعودي نفسه أن يقرره ويصنعه ثم يأتي بعد ذلك بالاكتساح بدلا من 8 ميلون زائر يصبح كل سكان السعودية حاضرين وأصحاب الشركات الترفيه السعودية ذو الكفاءة هم مروجي الترفيه على الأقل بحوالي 70% بعبارة أخرى سعودة الترفيه. وننكر حاجتنا للترفيه العالمي من عروض سيرك واستعراض وغناء. ولكن المملكة أرض خصبة للفن فقط نحتاج التنقيب أكثر وتسليط الضوء عليهم مع قليل من الثقة بالقدرات المختلفة