@hananalhamad73
يتم تعريف آلام المفاصل (Arthralgia)على أنها ألام في مفاصل الجسم (Joints) ، وهي شائعة جدا في التهاب المفاصل المزمن، والمفصل هو نقطة الربط بين عظمتين متجاورتين (أو أكثر)، ومبني بشكل يتيح حركة ميكانيكية ويدعم عظام الجسم.
قد يظهر آلم المفاصل في حالة تطور التهاب المفاصل أو إصابة أحد المفاصل، وغالباً ما تتسم آلام المفاصل بعدم الراحة، التورم، التهيج، التصلب، بل وتطور الالتهاب حول المفصل أو مفاصل أخرى في الجسم، ومن اعراضها الشعور بآلام شديدة في المفاصل وصعوبة في الحركة *وتيبس* و انتفاخ مكان المفصل وظهور علامات احمرار والالتهابات الشديدة في المفاصل التي *تعيق حركة الإنسان* والالتهابات الشديدة التي تصيب الذراعين أو اليدين مما يعيق حركة اليدين المعتادة.
يتطور المرض ليأخذ أشكالا عدة مثل التهاب الفصال العظمي أو خشونة المفاصل أو التهاب المفاصل الروماتيزمي أو النقرس أو التهاب المفاصل الروماتيدي أو التهاب المفاصل الصدافي، وفي حالة عدم نجاح الطرق التقليدية لتخفيف آلام المفاصل يمكن حينها *اللجوء للطريقة الجراحية عن طريق تبديل المفصل من خلال إزالة المفصل المصاب تماما وتبديله بمفصل آخر صناعي.*
تذكرت ألم المفاصل عندما وردتني رسالة من أحد منسوبي التعليم، حينها قررت أن أزود القارئ العزيز بنبذة بسيطة عنه قبل أن أستعرض فحوى رسالته، التي بدأها بطلب بسيط وهو (ياليت تركزين على على تواجد الإخوان في إدارات التعليم وتوليهم *مفاصل* الإدارات في المناطق)، حيث استرسل بأنه طوال فترة عمله منذ ما يزيد على الخمس عشرة عاما وقيادات مفاصل إدارات التعليم في معظم المناطق يسيطر عليها جماعة الأخوان، ويقول أنه تأمل خيرا بوعد وزارة التعليم بتنظيف التعليم من الحزبية والحزبيين وبالفعل تم استبعاد بعض قيادات الإدارات دون تغيير مساعديهم، مشكلته ليست شخصية معهم ولكن تأثرهم الحزبي أدى أن يمارسوا الحزبية والإقصاء لشرائح المجتمع الأخرى، ولاحظ أن المال والمنصب هو الهاجس الأول لهم خاصة أن ٩٠٪ من ملاك المدارس الأهلية في المنطقة التي يعمل فيها هم من جماعة الأخوان، حيث أن المناصب تحت سيطرتهم ولا يمكن تولي أي منصب في إدارة التعليم في منطقته إلا بعد تقديم فروض الولاء الخالص لهم وكسب ثقتهم.
انتهت رسالته!
إن رسالة الأخ العزيز وضعت يدها على بؤرة من بؤر أسباب فشل المشاريع والمبادرات الإصلاحية للتعليم على مدار عقود، وهذا التيبس في المفاصل كلف الدولة السعودية ميزانيات مليارية وهدر مادي وبشري، فعلى سبيل المثال كان هناك تسرب للكفاءات من ميدان التعليم بسبب مثل تلك المضايقات أو التعتيم عليهم بسبب غياب العمل المؤسسي في آلية ومنهجية الترشيحات والتكليفات على اختلاف مستويات وزارة التعليم والتي يقف خلفها نظام حزبي أو شللية تضع أهداف الدولة الخاصة بالتعليم في ذيل قائمة الاهتمامات مما حول هذا النوع من التيبس إلى إلتهاب مزمن في المفاصل يوجب إزلتها.
ألم يتساءل ذوو العلاقة لماذا وزارة التعليم دائما تحتل ترتيبا متأخرا من ناحية الأداء مقارنة بالوزارات الأخرى بعد إقرار رؤية 2030؟ ولماذا بعد صدور الرؤية تنافس الوزراء المتعاقبون عليها في التفنن في وضع أولوياتهم هم وليس أولويات تحقيق الرؤية حيث أبدع أحدهم في تدليل الطلاب والمدارس بكثرة الإجازات وأبدع في إلتقاط السيلفي، عقبه وزير كان مفتونا في الإصلاح فأحضر كل ما تشتهيه نفسه من إصلاحات في المناهج واليوم الدراسي ونظم التعليم فأثقل الميدان وثارت ثورة المفاصل الملتهبة وزاد السخط مع الألم لتتحول إلى مسرحية حرب النجوم بين الرئيس والمرؤوس، أما الوزير الحالي فقد جاء ليخفف آلام المفاصل بكثر الحذف فأمعن بالحذف والتخفيف لدرجة بت أخشى أن يزيل المفصل دون أن يضع له بديل، إن هذا الأداء يجعلك تقف حائرا وتتسأل ألم يئن لتلك الوزارة أن تقتدي بزميلاتها من الوزارات وتلتزم بأهداف الرؤية وتحقق الاستدامة والاستقرار وتركز على العلاج المناسب للمفاصل، فالماء البارد قد ينفع مع بعضها والبعض الآخر يجب إزالته، ألم يتساءل ذوو العلاقة لماذا هناك نسبة إلتزام عالية في بعض الوزارات لتحقيق أهداف رؤية 2030 مهما تغير وزيرها بينما يزداد التخبط في وزارة التعليم مع كل تغيير ويزداد الهدر، ولا حاجة للقارئ الكريم توضيح وزن وزارة التعليم بين الوزارات فالمعروف لا يُعرف،؟
إن كثرة تلك البؤر للمفاصل المهترئة وإهمال علاجها والتي يظهر للجميع تغلغل الإلتهاب فيها لدرجة تستوجب إزلة وتبديل المفاصل دون هوادة وتتطلب قرارا من القيادة العليا في الدولة لذلك، لقد آن الأوان لأن تفكر القيادة العليا في تطبيق جراحة الشيك الذهبي كحل عاجل وسريع لتلك الوزارة خاصة أن أولويات الوزارة الاهتمام بإجراء عمليات التجميل و إهمال التهاب المفاصل المتيبسة التي تعيق حركتها وتفشل الإصلاحات التي يراها كل وزير أولوية بعيدا عن أهداف الرؤية وأولويات إصلاح الجانب التشغيلي، الذي يعتبر أرضية لتحقيق الرؤية، حيث يعاني الجانب التشغيلي في الميدان التعليمي من مشكلات ما إن أبدأ بتعدادها فلن أنتهي (معلمون ومعلمات هضمت حقوقهم المالية ابتداء من بند 105، المباني الجديدة المهترئة ذات الأرضيات الهابطة، بيئة العمل في مباني آيلة للسقوط، تأخر ميزانيات المدارس، تأخر تسليم الحقوق للمتقاعدين الذي يمتد لسنوات، إهمال مشكلات سلوكية للطلاب بل وإنكارها جهارا نهارا لتنتهي بقتل وخطف وضرب، مقاومة شرسة للتغيير وغسل أدمغة الطلاب بما يراه التربوي مناسبا بعيدا عن أهداف وسياسات التعليم، ضعف الانتماء، الغزارة في التوظيف وسوء التوزيع مما خلق بطالة مقنعة، إلخ).
لذا فإن خصخصة التعليم تحت إدارة مستقلة تماما تُشكل، بعيدا عن المتحولون الذين مع أي موجة تغيير يتلونون حتى لا تفلت منهم زمام السيطرة وبعيدا عن هوامير سوق التعليم الأهلي لدينا، حيث أرى أنه هو المفصل الجديد الذي سوف يسمح للتعليم أن يتعافي ويتخلص من التيبس والآلام المزمنة، وبالتأكيد لا أعني بتلك الجهة شركة تطوير التعليم المليئة بآلام مفاصل لأنها أنشئت على مبدأ (صبه إحقنه)، وقد يكون جزء من العلاج لدى نزاهة و أخواتها من يدري لعل الله يجري الشفاء على أيديهم.
وللحديث بقية مع بقية آلام المفاصل في التعليم الجامعي والتقني.