2020-01-23 

كيف سيؤثر مقتل سليماني في مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية؟

من لندن علي حسن

ليس هناك شك في أن تصفية الولايات المتحدة  للجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق كان بمثابة أخبار سارة للمملكة العربية السعودية ، التي أبقت القائد على قائمتها الخاصة بالإرهاب منذ أكتوبر 2018، لكن السؤال المطروح كيف يمكن أن يؤثر هذا التطور على مستقبل العلاقات بين البلدين.

 

صحيفة المونيتور أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أنه نادراً ما استهدف الجنرال ، الذي تولى قيادة قوة القدس الإيرانية - وحدة القوات الخاصة في الحرس الثوري  - المملكة العربية السعودية بخطاب قاسي ومباشر. لكنه لم يبدي أي تحفظ عندما يتعلق الأمر بالرد على التهديدات السعودية. 

 


و يشير التقرير" ظل سليماني لسنوات القائد البارز الذي ينفذ السياسات الإقليمية للبلاد على أرض الواقع. وهنا يتساءل الكثيرون الآن ما إذا كانت وفاته قد تؤدي في النهاية إلى تراجع التوتر الإيراني السعودي."


وإثر مقتل سليماني ، حذر المسؤولون السعوديون من التصعيد في المنطقة، حيث حث الملك سلمان جميع الأطراف على ضبط النفس والعمل على تخفيف حدة التوتر. كما دعت وزارة الخارجية السعودية المجتمع الدولي إلى الالتزام بمسؤولياته وحماية السلام والأمن في المنطقة..رغم أن وسائل الإعلام السعودية لم تخفي سعادتها بموت سليماني الذي يبشر بعصر تاريخي في الشرق الأوسط وفق تقديرها."

 

و استندت  وسائل الإعلام السعودية "  الى دور سليماني  في حشد الجماعات السياسية والميليشيات في المنطقة. لذلك ، فإن تصفيته  تمنح  الرياض القدرة أكثر من أي وقت مضى على تحقيق أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية: كبح نفوذ إيران ".

 

ومع ذلك  يشير التقرير أن  بعض المسؤولين السعوديين كانوا قلقين من أن نيران غضب إيران بعد وفاة قائدها قد تشمل كامل المنطقة وهو ما يفسر الحذر السعودي في التعامل مع التطورات، وخاصة تأكيد السعودية أنه لم يكن   لديها علم مسبق بالخطة الأمريكية لتصفية القائد الإيراني.

 

ويضيف التقرير " قد تكون طريقة تعامل الرياض الحذرة مع التطور مرتبطة بالتهديد الإيراني الفوري المتمثل في انتقام قاسٍ ينتظر الولايات المتحدة التي كثفت تواجدها العسكري في المملكة . كما تدرك الرياض أيضًا كيف يمكن لشبكة طهران الواسعة من الجماعات  والمليشيات الموالية لها في المنطقة أن تتجند بسرعة وراء طهران في أزمات محتملة. ولا تشمل هذه الميليشيات حزب الله في لبنان ووحدات الشعبية في العراق فحسب ، بل الحوثيين المدعومين من إيران  في اليمن ، حيث تقود المملكة العربية السعودية تحالفًا ضدهم". 

 

وفي هذا السياق أكد ياسر نور أليفاند ، وهو باحث كبير في معهد الأبحاث الاستراتيجية الإيراني للدراسات الاستراتيجية، أن اغتيال سليماني في الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي كان مطابقاً للهدف السعودي المتمثل في تقليص نفوذ إيران في المنطقة ..ومع ذلك ، هناك علامات واضحة على أن السعوديين قلقون للغاية من أنه ذلمك قد يشعل صراعًا إقليميًا.. وفي فترة ما بعد الاغتيال ، يبدو أن الرياض سوف تتحرك نحو الحد من التوترات".

 

و يضيف " أن المملكة العربية السعودية  تفضل أن ترى الولايات المتحدة تحافظ على سياستها المتمثلة في كبح جماح إيران دون اندلاع صراع عسكري ، وهو ما قد يعرض أمن السعودية والمنطقة للخطر."

 

ويشير التقرير " في تصريحاتها الممتالية ، أوضحت القيادة الإيرانية أنه يجب طرد القوات الأمريكية من المنطقة ، حيث تعمل المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي للولايات المتحدة. في ظل هذه الخلفية ، فإن السؤال الأساسي هو ما إذا كانت إيران مستعدة للتعامل مع المملكة العربية السعودية في المقام الأول."

 

وقال دبلوماسي إيراني رفيع للمونيتور طلب عدم الكشف عن هويته: "الأمر لا يتعلق فقط اليوم ؛ فنحن منذ فترة طويلة نسعى إلى وقف التصعيد مع المملكة العربية السعودية.. لكن الرياض هي التي رفضت الترحيب بهذه الفكرة. 


بالنظر إلى تعقيدات الوضع الإقليمي والحسابات المتغيرة ، يشير التقرير إلى أن  " الشرق الأوسط يبقى  عرضة لأزمات جديدة ذات حساسية أعلى من أي وقت مضى لذلك ذلك من الصعب رسم صورة واضحة لمستقبل العلاقات الإيرانية السعودية. "

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه