تستخدم تركيا مؤسسة "ديانات" كغطاء لأعمال توظيفها الاسلام والمسلمين في خططها السياسية، وذلك بنشر أفكار معينة تروج للمطامع التوسعية والاستعمارية للدول المسلمة، بحجة إعادة إحياء الدولة العثمانية، كما تؤدي المؤسسة دوراً مهماً في التجسس على المعارضين الأتراك المقيمين خارج تركيا، إضافة إلى الأعمال الاستخبارية على حكومات الدول التي تنشط بها.
وتُعتبر "ديانات" مؤسسة حكومية تتربع على قمة الهرم الديني كأعلى سلطة دينية في تركيا، وتضم ما يزيد عن 145 ألف موظف في تركيا وخارجها، يتم تعيينهم على أنّهم أئمة ومدرسين دينيين ودعاة ومفتين، وتعد المؤسسة المنبر الذي تنقل الحكومة التركية نسختها المسيسة والعلمانية من الإسلام، وذلك عن طريق الخطب والدروس الدينية، فضلاً عن تلميعها للحكومة أردوغان، وذلك عن طريق المساجد بداخل تركيا وخارجها، حيث تُشرف المؤسسة بشكل مباشر على ما يزيد عن 90 ألف مسجد في تركيا، وآلاف المساجد الأخرى حول العالم.
ووفقاً لدراسة صادرة عن "انفستيجتيف جورنال" فإن أعمال مؤسسة "ديانات" التجسسية والاستخبارية تنتشر في 38 دولة بالعالم، وقد أغلقت النمسا عدداً من المساجد التابعة لمؤسسة "ديانات" بعد أن انكشف الغطاء عن أعمالها التجسسية، حيث أوضح البرلمان النمساوي أن تلك المساجد "لم تقم بدورها كدورٍ للعبادة، بل أصبحت امتداداً لسياسات تركيا وحزب العدالة والتنمية".
وقد كشفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية صرف تركيا لميزانيات ضخمة لتشييد مساجد ذات توجهات سياسية، الهدف منه إحكام القبضة على المساجد لتحديد ما يٌقال في المنابر بما يتناسب مع توجهات حكومة حزب العدالة والتنمية، وتحسين سمعة الحكومة التركية، ومواجهة الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة من قبل القيادات الدولية، وكذلك لمحو الفكرة السلبية التي ترسخت في عقول الشعب التركي والشعوب الأخرى، جراء حملات القمع الواسعة التي مارستها حكومة حزب العدالة والتنمية.