(رويترز) - يعتقد الشيخ قيس الخزعلي الأمين العام لتنظيم عصائب أهل الحق الشيعي المسلح أن الولايات المتحدة أخفقت في القضاء على مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بسبب عدم جدية ضرباتها الجوية وعدم وجود نوايا لديها لحل الأزمة وقال إن الهدف الحقيقي من وراء السياسة الأمريكية هو تقسيم المنطقة من جديد. وذكر الخزعلي في مقابلة مع رويترز في مكتبه بمدينة النجف أن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي تتعرض لضغوط كبيرة من قبل الجانب الأمريكي وذلك لتقييد تحركات فصائل الحشد الشعبي الشيعي. وقال "نحن نعتقد ونؤمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد حل الازمة بل تريد إدارة الازمة. إنها لا تريد إنهاء داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) بل تريد استثمار داعش من أجل تحقيق مشروعها في العراق وفي المنطقة. مشروع الولايات المتحدة الأمريكية... هو إعادة تركيب شرق أوسط جديد." وأضاف قائلا "المشروع الأمريكي في العراق هو إعادة تقسيم المنطقة... إعادة تقسيم حدود البلدان من جديد على أسس تعتمد على التكوينات المذهبية الإثنية والقومية من أجل إعطاء المبرر الكامل لوجود دولة قومية دينية.. وجود دولة إسرائيلية يهودية." وكان الخزعلي مساعدا لرجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر قبل أن ينشق مع مجموعة من المسلحين لينشيء في عام 2006 فصيلا مسلحا عرف باسم عصائب أهل الحق التي أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق. واعتقلت القوات الأمريكية الخزعلي عام 2007 للاشتباه بدوره في الهجوم على مجمع حكومي في مدينة كربلاء نتج عنه مقتل خمسة جنود أمريكيين. وكانت عصائب أهل الحق في طليعة المجموعات الشيعية المسلحة والمدعومة من إيران التي كان لها الدور الأساسي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استطاع السيطرة على مناطق سنية شاسعة في شمال وغرب العراق ومنها الموصل ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وما زالت هذه الفصائل الشيعية تخوض معارك شرسة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في الرمادي والفلوجة وأجزاء من تكريت. وذكر الخزعلي أن واشنطن تضغط على الحكومة العراقية التي يرأسها العبادي من أجل الاعتماد على القوات الحكومية في المعارك ضد التنظيم واستبعاد ميليشيات الحشد الشعبي من الاشتراك بمعارك استعادة الأنبار من المتشددين الإسلاميين تحت ذريعة حدوث أعمال انتقامية طائفية. وقال "الآن المشروع الأمريكي يحاول على الأقل أن يحصر وجود الحشد الشعبي في حدود الفلوجة ولا يصل إلى الرمادي وهذا مقدار الضغط الذي يسببه القادة الأمريكان الآن على رئيس الوزراء العراقي." وأضاف "طبعا نحن نعتبر التأثير الأمريكي ما زال موجودا على الحكومة العراقية وهذا له سبب.. بالبداية هم كانوا يدعون أن هذا السبب هو الخوف من الأعمال الطائفية." وألقى رجل الدين الشيعي باللوم على السياسة الأمريكية المتبعة في العراق وسوريا والمدعومة من دول الخليج في خلق البيئة المواتية التي ساعدت على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية واتهم الولايات المتحدة بافتعال المشاكل في المنطقة من أجل الترويج لما وصفه بمخطط تقسيم العراق طائفيا. وقال الخزعلي "من يسعى إلى التقسيم لا بد أن يسعى إلى إثارة مشاكل من أجل التقسيم وإلى إثارة مشاكل طائفية. "أنا أعتقد أن حقيقة المشروع الأمريكي في العراق أنه هو الذي أنتج البيئة المناسبة والبيئة المنتجة لوجود داعش. والخلل الأمني الذي يوجد في سوريا تحت يافطة الحرية والذي شاركت فيه دول الخليج أبعد ما يمكن أن يكون عن الحرية والديمقراطية والولايات المتحدة الامريكية تنسق معها." وتابع "الخلل الموجود في سوريا هو الذي أنتج البيئة لوجود داعش والمشروع الأمريكي أوجد البيئة المناسبة وأوجد داعش." واستبعد زعيم عصائب أهل الحق أي تنسيق أو تعاون مع الجانب الأمريكي وذلك حسب وصفه لانعدام الثقة بنوايا الأمريكيين وبسبب المعارضة المسلحة التي أبدتها حركته ضد الوجود العسكري الأمريكي في العراق قبل انسحاب القوات الأمريكية نهاية عام 2011. وقال "بالنسبة لنا لا يمكن أن يحصل تنسيق مع الأمريكان لأكثر من سبب.. سوء الظن الموجود وعدم وجود الثقة المتبادلة. حتى الطرف الأمريكي لا يثق بنا بسبب أننا تصدينا لقتاله في فترة الاحتلال. لا يوجد أي أفق (للتعاون)." وقلل الخزعلي من فعالية الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا. وقال "التحالف الأمريكي منذ أن بدأ وإلى الآن في بدايته قال إن هذه الضربات لن تستطيع أن تحسم معركة بدون وجود قوات برية لكنه قال إن هذه الضربات ستزداد تدريجيا مع مرور الوقت وستكون مؤثرة وفعالة. الملاحظ منذ عام تقريبا ولحد الآن بقيت الطلعات الجوية تترواح بمعدل 16 طلعة جوية.. وليس ضربة جوية.. في كل من العراق وسوريا. هذا معدل لم يزداد خلال سنة. هل هذا يثبت جدية التحالف الامريكي؟" وانتقد الخزعلي المؤسسة العسكرية العراقية ودعا إلى إعادة بناء المؤسسة التي أصيبت بنكسة بعد فشلها في التصدي لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية وأكد أنه يجب على المؤسسة العسكرية استقبال المتطوعين وتجهيزهم "تجهيزا مناسبا". وقال الخزعلي الذي يتزعم واحدا من ثلاثة تنظيمات شيعية مسلحة تعتبر من الأقوى عسكريا بعد انهيار الجيش العراقي العام الماضي "نحن غير راضين على طبيعة وطريقة أداء المؤسسة العسكرية.. إلى الآن ليست بالمستوى المطلوب. لم تستطع أن تستوعب الأزمة الموجودة وتعيد ترتيب وضعها على أساس خطة ممنهجة." وشدد الخزعلي على أن يكون الحشد الشعبي أو ما يعرف بالميليشيات الشيعية "نواة وأعمدة الحرس الوطني الذي سوف يتم تشكيله". وقال "إذا كان هناك عدد زيادة أكثر -وهذا بعيد- يفترض على وزارة الدفاع العراقية أن تأخذ ما تحتاجه من متطوعين من الحشد الشعبي لأنهم أثبتوا شجاعة وأثبتوا وطنية. هذا رأينا وهذا ما ندعو إليه ونضغط باتجاهه ونحن نعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يفترض أن يحصل."