لسنوات طويلة لم يعرف عالمنا العربي اختصاصيا معتمدا في تخصص الجراحة الفكية التجميلية و التصحيحية المعاصرة التي اعتمدها مجلس المندوبين لجمعية طب الأسنان الأمريكية بديلاً عن التسمية السابقة للاختصاص وهي « جراحة الفم »طقف حيث اصبح المسمى هو ”جراحة الفم والفكين والوجه هو اختصاص معتمَد في طب الأسنان يشمل التشخيص،و العلاج الجراحي للأمراض،و الإصابات والعيوب التي تصيب كلاً من الجوانب الوظيفية والتجميلية للأنسجة الرخوة والصلبة لمنطقة الفم والوجه والفكين”. الدكتور عثمان الطويرقي من الرواد القلائل في هذا المجال فهو أول طبيب أسنان من دول الخليج العربي يحصل على الزمالة الأمريكية في تخصص جراحة الفم والفكين والوجه عام 1996. .
وعقب تخرجه من كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود 1988 ذهب إلى مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية ليبدأ رحلة دراسية دامت عقداً ونصف العقد في جامعات تافتس Tufts وهارفارد Harvard وبوسطن Boston وانتيغوا Antigua حصل خلالها على خمس شهادات في الدراسات العليا. وهي شهادة طب الأسنان الأمريكية وDMD شهادة الماجستير في علوم طب الأسنان وMSD شهادة الدكتوراة .Ph.D. في البيولوجيا الجزيئية، وشهادة الطب MD , وأخيراً شهادة البورد الأمريكي في جراحة الفم والفكين والوجه .OMFS
يجمع زملاؤه وكل من كان من نصيبه العلاج في عياداته انه يملك تمرساً وتميزاً في مختلف مجالات تخصصه وخاصة في مجال الجراحة الفكية التقويمية، وإلى جانب ما سبق يحمل الدكتور عثمان الطويرقي شهادة دكتوراة في علم الأحياء الدقيقة من جامعة هارفارد...كما عمل أستاذا مشاركا في جامعة هارفرد في بوسطن واستاذا مشاركا في جامعة ميريلاند وكذلك استاذا مشاركا في جامعة الملك فيصل بالسعودية. وقد نذر الدكتور عثمان نفسه للمواجهة الطبية ل(ّ إهمال أطباء الأسنان العامين الذي يؤثر سلباً على حياة المرضى ويعيقهم مدى الحياة،ان عبر سوء التشخيص او عبر نسيان حق المريض في التحويل إلى الأخصاءي المناسب للاستشارة).
وتبقى سعادته التي لا توصف عند رؤية السعادة تملا وجوه مرضاه وابتسامته الجذابة والعفوية تذكرك بأبيات الشعر التي يرددها دائما، وهي "لا تقطعن يد المعروف عن أحد... إن كنت تقدر فالأيام تارات. واشكر صنيعة فضل الله اذ جعلت اليك لا لك عند الناس حاجات" التقته مجلة مرآة الخليج في واشنطن وكان لها معه هذا الحوار:
س1/دكتور عثمان. .مارايك في هذه المقدمة التعريفية عنك وهل اختصرت مرحلة زمنية كبيرة من حياتك؟
ج/هي جمل مناسبة لكيفية وصولي لهذا التخصص فهذا التخصص كان يعنى بجراحة الفم ثم بدأ ينتشر بشكل كبير في أوروبا ثم ذهب كذلك إلى أمريكا وبعد زمن استحدثت فيه مجالات كثيرة تعنى بالوجه وتجميله وبتشوهات العيوب الخلقية والحوادث لذلك رغب الأطباء في ان يكون هناك صفة رسمية لإضافة الطب وشهادات الطب إلى الشهادات التي تكون مساعدة للجراح ليبدع في هذا الطريق.
س2/وانت كنت عنوانا لهذا الإبداع دكتور عثمان...لكن هل لنا ان نعرف ماهي المحفزات التي جعلتكم تتجهون إلى هذا التخصص؟وهل هناك من دوافع معينة اوصلتكم تكونوا في هذا المكان؟
ج/هناك قول يطلق دائما في البلاط الجامعي وهو ان المحفز هو السبب الرئيسي للوصول للهدف وكان من أهم الأحداث التي مررت بها عندما كنت في جامعة الملك سعود ان التقيت حالة كانت لأحد الأصدقاء وقد احترت فيها من الناحية التشخيصية لأكتشف بعد 6اشهر انه مصاب بسرطان العظم فكان هذا دافعا قويا ان ابحث في هذا المجال وكانت رسالتي في الدكتوراة عن نشاط الخلايا السرطانية في سرطان العظم خاصة الفك وعظام الفك وتوصلنا لنتائج مناسبة.
س3/دكتور عثمان...هل كان هناك في العائلة إتجاه للعلم والطب وهل هناك من شجعك في البدايات؟
ج/عندما كنا صغارا كنا نبهر بالطبيب ومكانته الاجتماعية فكان هذا دافعا قويا لاتخصص في الطب .
س4/هل كان الوصول إلى بوسطن صعبا ؟وماهي التحديات التي واجهتها ايام الجامعة والدراسة؟
ج/التحديات كانت في القبول حيث ان القبول هناك يأخذ بالنظر إلى البلدان التي ترغب الاستثمار في أبناءها ففي الغالب تكون هناك صلة حكومية مع طبقة الجامعات ومع الجامعات المتميزة في المدن الاخرى.
س5/دكتور عثمان...لماذا هناك عمليات تجميل...ومتى بدأ ظهور العمليات الجراحية للوجه والفكين؟ومتى كانت أول عملية قمت بها أنت؟
ج/بداية اقول ان كثيرا من التصحيحات الخلقية والتطور في علم الجراحات الوجهية برز خلال الحروب العالمية الأولى والثانية لأنها أنشأت مجموعة من المرضى يحتاجون إلى هذه العناية وخلال هذه الحروب أنشأت دراسات على أساسها ونتجت حصيلة علمية مميزة استثمرت بشكل او بآخر في علاج مشاكل الوجه والكفين واذا كنا ننظر إلى نقلة نوعية في العلاج التجميلي للوجه يمكننا القول انه في منتصف القرن الثامن عشر بدأ التوجه بخلق نموذج طبي معين لتصحيح العيوب الخلقية وبدأوا من تلك المراحل وصولا إلى ما نجده اليوم فكان هناك تطور متكامل حيث تستخدم الان جميع التقنيات الحديثة وحيث قلت المخاطر وقل الوقت.
س6/دكتور عثمان...شاركت مع فريق طبي في العملية الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية لزراعة الوجه التي تمت في جامعة ميرلاند والتي تم خلالها زرع كامل الوجه والفكين لمريض جراء تشوهات خلقية... كيف تتذكر تلك العملية؟وكيف كان أثرها عليك؟
ج/هذه العملية هي نقلة نوعية أخرى في الطب والمجتمع الطبي فقد كانت هناك حلول بسيطة لفقدان جزء من الوجه او منطقة معينة وتغطيتها بعدة حلول لكن الآن هذه النقلة النوعية اتت بحل جذري للوجه وأيضا فهذه الحادثة المهمة تدفعنا إلى ذكر ان هناك أشياء جديدة الآن عبر تقنية لتنمية الخلايا الجذعية للإنسان وفي جامعة هارفارد هناك معمل لتكوين الأذن والكبد ولديهم ابحاث لم تكتمل بعد حيث وضعوا خططا معينة لانتاج اعضاء من الجسم بعد عشر او عشرين وحتى اربعين سنة.
س7/دكتور عثمان...هل انت كشخصية سعودية واجهتك صعوبات ام كانت الطريق سهلة بالنسبة لك؟
ج/اذا كنت انت موجودا في مكان من نفس طبيعتك يكون هناك تنافس او صراع اما عند خروجك إلى مكان آخر فالمعايير تختلف ومعايير الغرب كما تعلمون تختلف تماما عن معايير الشرق .
س8/لماذا هناك إقبال من الرجال على عمليات التجميل؟
ج/ قديما كانت هناك شريحة بسيطة جدا ...اما الان فما بين 25-30%من المرضى رجال فالإنسان الان يرى ان صحته ممتازة ولا ينقصه الا المظهر الحسن لكن لاتوجد معايير معينة في الطب تحدد متى تقوم بمثل عمليات التجميل في الوجه...هي رغبة من الشخص ليس أكثر .
س9/دكتور عثمان ...تقولون ان الفتيات يقدمن على إجراء عمليات تجميل الوجه بحثاً عن الجمال وتحسين المظهر و أن بعض النساء يجرين هذه العمليات لإخفاء التجاعيد وعلامات تقدم العمر سؤالي، ماهو في رأيك سبب إقبال الفتيات في سن العشرين على مثل هذه العمليات؟
وكيف تنظر لقيام المرأة في سن الأربعين بمثل هذه العمليات؟ولماذا هناك بالعموم عدم قناعة بالشكل؟
ج/هناك أمور وعوارض في هذا الزمن منها السوشل ميديا وسلفي تجعل منظر الشخص عندما يرى صورته غير مقبول له فيقدم على هذه العمليات وفي العالم العربي هناك دور للعائلة في إعطاء النصح لكنه مفقود هنا في الغرب فهنا في عمر ال18لك حق القرار فيما تريد.
س10/والمرأة المتقدمة في السن؟
ج/البوتكس والفلورز هي في عالم الطب التجميلي لعمر معين لكن الآن يساء استخدامها.
س11 /دكتور عثمان...دائما تكرر عبارة الإلتزام بالتميز؟لماذا؟
ج/التميز لا يأتي الا من مثل أعلى لك وعندي في حياتي أمثلة كثيرة اعطوني حافزا قويا لإعطاء نتائج أكبر وإنتاج أكثر ومعظمهم من الغرب .