حين يتحدث صحافي بمثل قيمة، وقامة عثمان العمير، يصبح حديثه الحدث والحادثة، فما بالك إذا أعلن بنفسه أنه بصدد تأليف كتاب يروي فيه مذكراته، وهي مسيرة أربعة عقود وهّاجه، مر خلالها الصحافي والناشر الأبرز في السعودية، بعدد من الحوادث والأحاديث، ومر بالملوك والزعماء، ومروا به. وفي حديث مع بي بي سي العربية، أجرته الزميلة جيزيل خوري لصالح برنامج المشهد، قال العمير أنه لن يروي قصص مصاعب العمل الصحفي في المملكة، وعلاقته بملوك السعودية، لانه يعمل على كتاب يوثق كل هذه القصص، وهذا يعني اننا في انتظار صيد دسم يروي للسعوديين لمرحلة الملك فهد الهامة، ومرحلة الملك سلمان المتطلعة، ولندن المبتدأ والخبر. وليس سرا أن أهم صحافي في تاريخ المملكة قد آثر الصمت لفترة طويلة، رغم أن آخرين تحدثوا، وألفوا كتباََ بمئات الصفحات، إلا أنه وبعودته للكتابة وتوثيق المرحلة الصحافية والسياسية، سوف تتضح كثير من الأمور، خصوصا حول مرحلة الصحافة العربية في لندن، وحرب الخليج. وتولى العمير رئاسة اللندنية الخضراء صحيفة "الشرق الأوسط" زهاء عشرة أعوام وصلت فيها الصحيفة إلى ذروة التأثير عربياً ودوليا، قبل أن يقرر بدء مرحلة جديدة، وهي تأسيس الصحافة الإلكترونية، من خلال إنشاءه موقع "إيلاف" ذائع الصيت، الذي لا يزال الموقع الإخباري الأول في العالم العربي. وليست هذه آخر الأنباء السعيدة، إذ تقول مصادر "الرياض بوست" التي سمعت همسات المساء، إن صحافيا اخر على نفس الوزن والاهمية، يستعد لتجربة كتابية مشابهة، حيث يعكف عبدالرحمن الراشد منذ خروجه من قناة العربية على تأليف كتاب جديد سوف يكون حديث السعودية لسنوات. ويشتمل هذا الكتاب على عدة قراءات للوضع في المنطقة منها حديث ساخن واسع مع السلطان العثماني الجديد أردوغان، وأضواء على السياسات في المنطقة من وجهة نظر صحافي عاصر عددا من الأحداث المهمة، والتقى الأسد، وعرف بصداقته الشديدة مع الرئيس المغتال رفيق الحريري. وتولى الراشد مجلة "المجلة" ثم "الشرق الأوسط" ثم أدار بنجاح منقطع النظير قناة "العربية"، خصوصا في ظل أحداث الربيع العربي. وبهذين الكتابين يتطلع السعوديون لكتاب رجل ثالث على ضفة أخرى، حاول بعناد شاب عشريني أن يضع قدميه في عالم كبار التلفزيون قبل حلول الآوان، وبعد عقود من العمل تخللتها صعوبات قاتلة، ونجاحات قاتلة أيضاََ، أصبح أهم مالك لمملكة تلفزيونية واسعة، فهل يفعلها؟
اشكر في البداية الأستاذ خالد الطارف كاتب القصة على أسلوبه الآخاذ وقوة عباراته مايؤكد ضمناً أنه يغترف مفراداته من نهر لاينضب ومن مخزون ثقافي عالي حول خبر من سطرين إلى قطعة أدبية جاذبة وهذا لعمري أنه نتاج سنوات من التأسيس والقراءة والزاد الذي يفتقر له جل العاملون في النصات الإعلامية والتلفزة والصحافة ناهيك عن منصات السوشل ميديا التي عرت العراة وبينت سوءاتهم(!) أدلف للموضوع: أن يتحدث عثمان العميروعبد الرحمن الراشد فهؤلاء القيمة والقامة ولكن يعاب عليهم بالفعل نكوصهم وإختفاؤهم في وقت البلا العباد بأشد الحاجة لهم خاصة والساحة مليئة بالنطيحة والعرجاء وما أكل السبع. الساحة الإعلامية العربية رغم مساحتها الشاسعة إلا أنها تعاني الخواء والذبول وترهل الموجود بل وتسيد العجزة والمعمرين وعلى مستوى صحافة السعودية الطامحة بعنفوان الشباب يجثم على هامتها رؤساء بليدون معمرون عجزة يعانون من فقر ثقافي مقدع! وبلاهة في الطرح ويصرون على تكميم الشباب ووأد الجامح والطامح وطرده من مناخ الكتابة ويفرضون كتابات معمرة لهم يتسولون من خلالها الملاليم والهلالات ويكتمون الكلمات التي (قد) تؤثر على علاقاتهم وتوقف نهر التدفقات المالية لجيوبهم. والسبب؟ غياب أمثال الأستاذ عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد وترحيل محمد التونسي ليغرد خارج السرب وإنطفاء مطر الأحمدي! في الرياض ثلاث صحف(الرياض والجزيرة والكسيرة المسماة جزافاً الاقتصادية) وفي واقع الأمرلم يعد للصحافة أي ممارسة داخل اسوار ومكاتب تلك الصحف ماعدى تلقف ماتقذف به إدارات الإعلام والعلاقات العامة في الجهات وما تدفع به العوراء المسماه وكالة أنباء! لم يعد هناك شيء إسمه صحافة ولهث وركض ومعاناة لتوليد مادة يتلقفها القاريء بلهفة بل صحافة مجاملة مملة جداً تماثل وجبة غذائية بائتة لأيام وشهور تركت على قارعة الطريق وتعلوا فوهتها الطيور وتتقافز روائح نتنة من حولها(!) (عبد الرحمن&عثمان ) مطلوب منهم وطنياً الحضور وإعادة هيبة الصحافة والصياغة المهنية الواقع المريريشكو تبلد وتلبد الحاضر بفكر مقيت متبلد أبى إلا أن يعشعش على كرسي الرئاسة ويقتل الطموح ويزرع الفتنة بين أفراد الخلية من خلال تجنيدهم للقيل والقال وكثرة السؤال وتعدد الأحزاب في نظام جاسوسي مقيت!